عفو عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

الرئيسية المقالات مقالات دينية

عفو عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

عفو عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
حدث في عهد عمر بن الخطاب جاء أشخاص ممسكين بشاب وقالوا: يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتصّ لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا. قال عمر بن الخطاب: لماذا قتلته؟
قال الرجل: إني راعى إبل وأعز جمالي أكل شجره من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات فأمسكت نفس الحجر وضربته به فما ت. قال عمر بن الخطاب: إذا سأقيم عليك الحد.
قال الرجل: أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزًا أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي.
فقال عمر بن الخطاب: ومن يضمنك.
فنظر الرجل في وجوه الناس فقال: هذا الرجل.
فقال عمر بن الخطاب: يا أبا ذرٍّ، هل تضمن هذا الرجل؟
فقال أبو ذر: نعم يا أمير المؤمنين، فقال عمر بن الخطاب: إنك لا تعرفه، وإن هرب أقمت عليك الحدّ.
فقال أبو ذر: أنا أضمنه يا أمير المؤمنين، ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقة على أبي ذر حتى لا يُقام عليه الحد، وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد أشتد عليه التعب والإرهاق، ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال الرجل: لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم عليّ الحد فاستغرب عمر بن الخطاب وقال: ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب ؟
فقال الرجل: خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس. فسأل عمر بن الخطاب أبا ذر: لماذا ضمنته؟
فقال أبو ذر: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس فتأثر أولاد القتيل فقالوا لقد عفونا عنه، فقال عمر بن الخطاب: لماذا ؟ فقالوا: نخشى أن يقال: لقد ذهب العفو من الناس.
هكذا تجلت معاني الأمانة في تعاليم السماء، وتجمعت في مقاصد الخير لتبني مجتمعًا متحابًا متآخيًا تسوده السلوكيات الحسنة والأخلاقيات السويّة التي نتمناها لمجتمعنا التقليدي الذي يرزح تحت أعباء الانحرافات والتصرفات غير الأمينة من قبل الأبناء والبنات، نحن بحاجة إلى المربي المسؤول والمعلمة المسؤولية والإدارة الأمينة حتى نعبر إلى برّ الأمان مع أولادنا ونرتقي بهم نحو سلم المجد والعلياء.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض