يقول تعالى
"قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)" الكهف
ذو القرنين يقول هذا الكلام في منتهى الأمان والطمأنينة بعد أن حصن المنطقة
الله تعالى جعل السد أمانا للمنطقة كلها من شر يأجوج ومأجوج
ذو القرنين نسب الفضل إلى الله تعالى لأن الذي أعانه وقواه ونصره هو الله تعالى
الله تعالى جعل السد تحصينا وحماية لهؤلاء القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا
الله تعالى أظهر أن العلماء الربانيين والصالحين الكبار لهم تأثير عظيم في تحويل الناس من أمة جاهلة متكاسلة خوافة جبانة إلى أمة مهندسة وقوية وفاعلة
السد خلق فيهم القدرة على الإبداع والتميز
لا إبداع ولا تميز إلا إذا كان هناك معلم
سور الصين عظيم عرضه مترا وهو لا يساوي شيئا بالنسبة لسد ذي القرنين
لكن أن ترى سدا ظهرت فيه عظمة الله تعالى وكله حديد ونحاس مذاب يربطه فهذا شيء رهيب وقوي ولم يحدث من قبل في تاريخ العالم
سمات رحمة الله تعالى في السد أنه سد منيع وقوي ومتين وعال ومرتفع
"فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)" الكهف
السد وصل بين الصدفين فأغلق الدنيا عليهم تماما ولم يترك لهم منفذا لكي يمروا
من حيث الطول لم يستطيعوا أن يمروا لأن ذا القرنين أغلق الباب عليهم
هل كان من الممكن أن يسيروا بعيدا مع السد ويمرون من ناحية أخرى؟
السد ينتهي عند جبل وما بعد الجبل بحور فأين يذهبون؟
الله تعالى يعين الضعفاء ويأخذ بيد الضعفاء وينهض بهم
السد استمر عشر سنوات ولم يستطع يأجوج ومأجوج الخروج النفاذ أثناء وجود ذي القرنين على قائمة العمل
ذو القرنين مؤيد ومعه طاقة بشرية وطاقة ربانية
"كُلًّا نُّمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)" الإسراء
أمسك ذو القرنين بذمام الأمور وفرض سيطرته على المكان
وجود ذي القرنين كان مانعا لهم من أن يفكروا وذو القرنين قادر على إبادتهم وإهلاكهم أو ربما ألقى الله تعالى الرعب في قلوبهم
أصابهم الرعب مع وجود المعمار فتملك الخوف منهم وبعد أن كانوا يصدرون الخوف أصابهم الخوف
ذو القرنين كان معه التأييد الرباني في بناء السد
أمد الله تعالى ذا القرنين بالقدرة على تشغيل العاطلين وعلى بناء سد تاريخي لم يشهده العالم ولم يره العالم
سيبقى السد آية من آيات الله تعالى دالة على أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
إن شاء الله تعالى سآتي لكم بصور سد ذي القرنين وهي موجودة عندي
إذا كانت عناية الله تعالى معك وتأييد الله تعالى معك فإنك تعمل في يوم واحد قدر ما يعمل غيرك في سنة
مهما تقادم الناس وتغير الزمان وتبدل الزمان يبقى ذو القرنين من أكبر علامات العناية الإلهية في الكون
الصالحون يسترون عيوب الناس ويبعثون فيهم القوة والهمة والعزيمة
"آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)" الكهف
العلماء والقادة يشتغلون بأيديهم والشعب يشتغل معهم وتقوى الهمم والعزائم
الإيمان ينتصر والباطل يندحر
يأجوج ومأجوج مهما بلغت قوتهم وأعدادهم لكن الإيمان أقوى والإيمان أولا
