الشكور

الشكور
الشكور اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مبالغة من الشكر، ومعناه أنه هو الذي يدوم شكره، ويعم فضله فيجازي كل صغير أو كبير كثير الدرجات على قليل من الطاعات، فما أصاب العباد من النعم، ودفع النقم فإنه من الله تعالى، وهو سبحانه يوفق عباده لأداء شكر نعمه، ترغيبًا لخلقه في الطاعة، وإن قلت، والشكر من العبد إلى ربه الشكور هو الثناء عليه وعلى آلائه ونعمه الكثيرة .
ويذكر ابن القيم أن الشكور سبحانه هو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة؛ فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة، ويشكر عبده بأن يثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى، ويلقي له الشكر بين عباده، ويشكره بفعله، فإذا ترك له شيئا أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئا رده عليه أضعافا مضاعفة، وهو الذي وفقه للترك والبذل وشكره على هذا وذاك، ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه شكر لهم ذلك بأن أعاضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها، ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها إلى يوم البعث، فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه، ومن شكره سبحانه أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا ويخفف به عنه يوم القيامة، فلا يضيع عليه ما يعمله من الإحسان وهو من أبغض خلقه إليه، ومن شكره أنه غفر للمرأة البغي بسقيها كلبا كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى ( ) .
قال ابن القيم: (( الشكور يوصل الشاكر إلى مشكوره، بل يعيد الشاكر مشكورا وهو غاية الرب من عبده، وأهله هم القليل من عباده، قال تعالى: { وَاشْكُرُوا لله إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172] .. وسمى نفسه شاكرًا وشكورًا، وسمى الشاكرين بهذين الاسمين فأعطاهم من وصفه وسماهم باسمه وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا، وإعادته للشاكر مشكورا كقوله: { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً} [الإنسان:22]، ورضى الرب عن عبده كقوله: { وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر:7]، وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه كقوله: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13] )) ( ) .
وقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة دالة على فضل الله ونعمه على عباده، كما وردت آيات أخرى يثني فيها الله – عز وجل – على بعض عباده منها قوله – تعالى -: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُور}[الشورى:23].
أي أن الله – تعالى – يغفر الكثير من السيئات، ويكثر القليل من الحسنات فيستر ويغفر، ويضاعف فيشكر.
وقوله – تعالى -: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}[النساء:147].
أي: من شكر الله – تعالى – شكر له، ومن آمن قلبه به علمه وجازاه على ذلك أوفر الجزاء.
وقوله – تعالى -: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد}[إبراهيم:7].
أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم، ولئن كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد.
ويخبر المولى – تبارك وتعالى – عن بعض نعمه في تسخيره البحر، ويمتن على عباده بتذليله لهم، وتيسيرهم للركوب فيه، وجعله السمك والحيتان فيه، وإحلاله لعباده لحمها حيها وميتها في الحل والإحرام، وما يخلقه فيه من اللآلئ والجواهر النفيسة، وتسهيله للعباد استخراجهم من قراره حلية يلبسونها، وتسخيره البحر لحمل السفن التي تشقه الذي أرشد العباد إلى صنعتها، وهداهم إلى ذلك عن أبيهم نوح عليه السلام، فإنه أول من ركب السفن، وفي ذلك إظهار لبعض نعمه على عباده، وذلك في قوله – تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}[النحل:14].
وفي آية أخرى من آياته تعالى يذكر عباده منته عليهم في إخراجه إياهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا ثم بعد هذا يرزقهم السمع الذي يدركون به الأصوات والأبصار التي بها يحسون المرئيات والأفئدة وهي العقول، وإنما جعل تعالى هذه في الإنسان ليتمكن بها من عبادة ربه تعالى فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه، فقال – تعالى -: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}[النحل:78].
وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددى عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته» ( ).
ومعنى الحديث أن العبد إذا أخلص الطاعة صارت أفعاله كلها لله – عز وجل – فلا يسمع إلا الله، ولا يبصر إلا الله، أي: ما شرعه الله – تعالى – له، ولا يبطش، ولا يمشي إلا في طاعة الله – عز وجل – مستعينًا بالله في ذلك كله .
كما يخبرنا – تعالى – بأنه مهما أنفقنا من شيء فهو يخلفه، ومهما تصدقنا بشيء فعليه جزاؤه، ونزل ذلك منزلة القرض له، وذلك في قوله – تعالى -: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيم}[التغابن:17].
والجزاء أن يكفر عنا السيئات، ويجزينا على القليل بالكثير، ويصفح ويغفر، ويستر، ويتجاوز عن الذنوب، والزلات، والخطايا، والسيئات، فسبحانه معطي النعم، وأهل الكرم .
وقال – تعالى -: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور}[فاطر:34].
أي: يغفر الكثير من السيئات، ويشكر اليسير من الحسنات .

ويثني الله – عز وجل – على عبده نوح – عليه السلام – بأنه كان عبدًا شكورًا، فقال – تعالى -: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}[الإسراء:3].

يختص هذا الاسم بعدة خواص:
الأولى: أن الشكور هو الذي يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل أو الذي إذا أعطى أجزل، وإذا أطيع بالقليل قبل، أو الذي يقبل اليسير من الطاعات، ويعطي الكثير من الدرجات .
الثانية: أن الشكور هو موفق عباده لشكر النعمة يجازي على يسير الطاعات بكثير الخيرات، ويعطي بالعمل في أيام معدودة نعيمًا في الآخرة غير محدود .
الثالثة: أن الشكور هو الذي يعطي الثواب الكثير على القليل من الطاعة، والشكر عند أهل التحقيق هو بالنسبة للعبد الاعتراف بالنعمة على سبيل الخشوع .

الشكور
الشكور اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مبالغة من الشكر، ومعناه أنه هو الذي يدوم شكره، ويعم فضله فيجازي كل صغير أو كبير كثير الدرجات على قليل من الطاعات، فما أصاب العباد من النعم، ودفع النقم فإنه من الله تعالى، وهو سبحانه يوفق عباده لأداء شكر نعمه، ترغيبًا لخلقه في الطاعة، وإن قلت، والشكر من العبد إلى ربه الشكور هو الثناء عليه وعلى آلائه ونعمه الكثيرة .
ويذكر ابن القيم أن الشكور سبحانه هو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة؛ فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة، ويشكر عبده بأن يثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى، ويلقي له الشكر بين عباده، ويشكره بفعله، فإذا ترك له شيئا أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئا رده عليه أضعافا مضاعفة، وهو الذي وفقه للترك والبذل وشكره على هذا وذاك، ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه شكر لهم ذلك بأن أعاضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها، ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها إلى يوم البعث، فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه، ومن شكره سبحانه أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا ويخفف به عنه يوم القيامة، فلا يضيع عليه ما يعمله من الإحسان وهو من أبغض خلقه إليه، ومن شكره أنه غفر للمرأة البغي بسقيها كلبا كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى ( ) .
قال ابن القيم: (( الشكور يوصل الشاكر إلى مشكوره، بل يعيد الشاكر مشكورا وهو غاية الرب من عبده، وأهله هم القليل من عباده، قال تعالى: { وَاشْكُرُوا لله إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172] .. وسمى نفسه شاكرًا وشكورًا، وسمى الشاكرين بهذين الاسمين فأعطاهم من وصفه وسماهم باسمه وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا، وإعادته للشاكر مشكورا كقوله: { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً} [الإنسان:22]، ورضى الرب عن عبده كقوله: { وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر:7]، وقلة أهله في العالمين تدل على أنهم هم خواصه كقوله: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13] )) ( ) .
وقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة دالة على فضل الله ونعمه على عباده، كما وردت آيات أخرى يثني فيها الله – عز وجل – على بعض عباده منها قوله – تعالى -: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُور}[الشورى:23].
أي أن الله – تعالى – يغفر الكثير من السيئات، ويكثر القليل من الحسنات فيستر ويغفر، ويضاعف فيشكر.
وقوله – تعالى -: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}[النساء:147].
أي: من شكر الله – تعالى – شكر له، ومن آمن قلبه به علمه وجازاه على ذلك أوفر الجزاء.
وقوله – تعالى -: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد}[إبراهيم:7].
أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم، ولئن كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد.
ويخبر المولى – تبارك وتعالى – عن بعض نعمه في تسخيره البحر، ويمتن على عباده بتذليله لهم، وتيسيرهم للركوب فيه، وجعله السمك والحيتان فيه، وإحلاله لعباده لحمها حيها وميتها في الحل والإحرام، وما يخلقه فيه من اللآلئ والجواهر النفيسة، وتسهيله للعباد استخراجهم من قراره حلية يلبسونها، وتسخيره البحر لحمل السفن التي تشقه الذي أرشد العباد إلى صنعتها، وهداهم إلى ذلك عن أبيهم نوح عليه السلام، فإنه أول من ركب السفن، وفي ذلك إظهار لبعض نعمه على عباده، وذلك في قوله – تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}[النحل:14].
وفي آية أخرى من آياته تعالى يذكر عباده منته عليهم في إخراجه إياهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا ثم بعد هذا يرزقهم السمع الذي يدركون به الأصوات والأبصار التي بها يحسون المرئيات والأفئدة وهي العقول، وإنما جعل تعالى هذه في الإنسان ليتمكن بها من عبادة ربه تعالى فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه، فقال – تعالى -: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}[النحل:78].
وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددى عن قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته» ( ).
ومعنى الحديث أن العبد إذا أخلص الطاعة صارت أفعاله كلها لله – عز وجل – فلا يسمع إلا الله، ولا يبصر إلا الله، أي: ما شرعه الله – تعالى – له، ولا يبطش، ولا يمشي إلا في طاعة الله – عز وجل – مستعينًا بالله في ذلك كله .
كما يخبرنا – تعالى – بأنه مهما أنفقنا من شيء فهو يخلفه، ومهما تصدقنا بشيء فعليه جزاؤه، ونزل ذلك منزلة القرض له، وذلك في قوله – تعالى -: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيم}[التغابن:17].
والجزاء أن يكفر عنا السيئات، ويجزينا على القليل بالكثير، ويصفح ويغفر، ويستر، ويتجاوز عن الذنوب، والزلات، والخطايا، والسيئات، فسبحانه معطي النعم، وأهل الكرم .
وقال – تعالى -: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور}[فاطر:34].
أي: يغفر الكثير من السيئات، ويشكر اليسير من الحسنات .
ويثني الله – عز وجل – على عبده نوح – عليه السلام – بأنه كان عبدًا شكورًا، فقال – تعالى -: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}[الإسراء:3].
يختص هذا الاسم بعدة خواص:
الأولى: أن الشكور هو الذي يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل أو الذي إذا أعطى أجزل، وإذا أطيع بالقليل قبل، أو الذي يقبل اليسير من الطاعات، ويعطي الكثير من الدرجات .
الثانية: أن الشكور هو موفق عباده لشكر النعمة يجازي على يسير الطاعات بكثير الخيرات، ويعطي بالعمل في أيام معدودة نعيمًا في الآخرة غير محدود .
الثالثة: أن الشكور هو الذي يعطي الثواب الكثير على القليل من الطاعة، والشكر عند أهل التحقيق هو بالنسبة للعبد الاعتراف بالنعمة على سبيل الخشوع .

تصفح أيضا

المؤمن

المؤمن

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض