خطبة الجمعة "61" ولولا نعمة ربي لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي

الرئيسية المقالات مقالات دينية

خطبة الجمعة "61" ولولا نعمة ربي لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي


الحمد لله رب العالمين، "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62)" "قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)"
الحمد لله رب العالمين، "مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)"
وأشهد أن لا إله إلا الله هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شيء، سبحان من على فعلى وهو على كل شيء قدير.

يا مَنْ يجيبُ دُعَا المضْطرِّ في الظَلَمِ * ياَ كَاشِفَ الضُّرِّ والبَلوى مع السقَمِ
قد نَامَ وَفدُك حولَ البيتِ وانتبهُوا * وأنتَ يا حيُّ يا قُّيومُ لم تَنَمِ
أدعوكَ ربِّي حزينَاً هـــــائمـــاً قـــلــقـــاً * فارحَمْ بُكائي بحقِّ البيتِ والحَرمِ
وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، سيرته خير السير، وعترته خير العتر..
وانسب إلى ذاته من شرف * وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له * حد ليعرب عنه ناطق بفم
خطبة اليوم هي الخطبة الحادية والستون، وعنوانها: ولولا نعمة ربي..
هذه الخطبة نستحضر من خلالها مشهدا واحدا من مشاهد يوم القيامة، ثم تسأل نفسك: لولا نعمة الله علي، لكنت في نار جهنم، لكنت من الخاسرين، لكنت من الضائعين.
بين الفضل والرحمة
يعيش المسلم بين فضل الله، وبين رحمة الله، وإذا غاب عن هذين المجالين، ضاع، " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، لو أن الله تعالى مكن منا الشياطين دون أن يعطينا حراسا لأحرقتنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا الملائكة لتخطفتكم الشياطين".
الملائكة تحميك، وأنت نائم يحرسك أكثر من سبعين ملكا، "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ".
المسلم يعيش على جناحين: الجناح الأول هو فضل الله، والجناح الآخر هو رحمة الله، "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)".
من فضل الله تعالى عليك أن أوجدك في هذا المكان، قال صلى الله عليه وسلم: "من ترك ثلاث جمع اسود قلبه".
قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى الفجر فهو في ذمة الله".
الناس يحجون ويعتمرون وينفقون في سبيل الله؛ لأن الله تعالى أراد لهم أن يكونوا في فضله، وما دمت في فضل الله فأنت في رحمة الله، ، "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)".
تخاصم أهل النار
وهو: كيف يتخاصم أهل النار؟ لما دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، أهل الجنة وأهل النار بينهما سور، فيه كوة، ويرى بعضهم البعض، "وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64) قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66)"
أهل النار يقولون: فلان كان يسرق معنا، أين هو؟ يسألون عن بعض، الطيور على أشكالها تقع، في الدنيا، وفي الآخرة.
"وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63)" مؤكد أن هؤلاء الناس ماتوا على الصلاح، "إن ذلك لحق تخاصم.."، التخاصم معناه أن كل واحد مات على غير الإسلام، أو مات على معصية، يبحث عن الذين ماتوا على نفس المعصية لماذا لم يكونوا معه في النار.
نعمة ربي
نعمة ربي هي التي دلتك على الله، وهي التي يحيا بها الإنسان مؤمنا، ويعيش بها مؤمنا، "فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)" اثنان يتعاتبان يوم القيامة، أحدهما صالح والآخر طالح.
"فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)" واحد صالح قابل آخر سيئا، كان يقول له: لا يوجد إله، فلما قابله قال له: أتذكر يوم أن قلت لي: لا يوجد حساب ولا عذاب.
"فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)".
اليقين في الله هو الذي نجَّاه عندما علم أن فضل الله عليه، أنه آمن بالله واليوم الآخر، والبعث والحساب. " وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)". النعمة يعني: العصمة والهداية والاستقامة.
إن هذا لهو الفوز العظيم.
اليقين بالله سبحانه وتعالى هو أقوى نجاة، "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأمور بخواتيمها" كل سنة تزيد في عمرك "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60)"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان هناك رجلان من بلي فمات أحدهما شهيدا، والآخر مات بعده بسنة، ولم يكن شهيدا، فلما عرضا على الملائكة للحساب، تبين أن الذي لم يمت شهيدا تفوق على الذي مات شهيدا".
تفوق على أخيه في الحسنات، فالشهيد استغرب، فقال الله للملائكة: احسبوا عمله في السنة، فوجدوا أن عمله في سنة واحدة تفوق على عمل الشهيد، "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)".
هناك تخاصم بين أهل النار، وهناك تعاتب من الكوة التي بين الجنة والنار، "إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)".
تخاصم الملأ الأعلى
" مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69)". الملأ الأعلى هم الملائكة سكان السماوات السبع، بين كل سماء وسماء مسير خمسمائة سنة، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة سنة ليس فيها موضع قدم إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد.
"قد أطَّت بهم السماءُ، وحقَّ لها أن تئطَ، ما فيها موضعَ أربعِ أصابعٍ إلا وملك قائمٌ، أو راكعٌ، أو ساجدٌ".
جاء في الحيث أن رجلا صلى على النبي صلاة واحدة أذهلت الملائكة فظلوا يكتبون حسناتها سنة كاملة.
" مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69)". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيم يختصم الملأ الأعلى؟ يختصمون في الكفارات والدرجات.
يقول شيح الإسلام: نحن في نعمة مع الله لو جالدنا عليها الملوك لجالدناهم.
سؤل النبي عن أحب الأعمال إلى الله فقال: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله.
الخطبة الأخرى
الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، وأمان الخائفين، ومجيب دعوة المضطرين، سبحان من له الحمد كله، وله الفضل كله، وإليه يرجع الأمر كله.
نعمة الله تعالى عليك أنك تركت أشياء لأجل الله فعوضك الله خيرا منهال، قال صلى الله عليه وسلم: "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه" . "لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)"
دعاء نعمة ربي
يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، يا رافع الدرجات، يا قاضي الحاجات، يا مغيث اللهفات، يا من بيده الأمور، يا من ييسر الأمور، يا من يبعث من في القبور، يا من يجزي بالإحسان ألف إحسان، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، يا من يتجاوز عن السيئات، يا من يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون، لك الحمد على نعمة فضلك علينا، وعلى نعمة رحمتك بنا، أن جعلتنا مسلمين، فتلك نعمة عظيمة، أن جعلتنا موحدين، فتلك نعمة عظيمة، لم تجعلنا مقصرين، ولا مفرطين، ولا مطرودين ولا محجوبين، أقمتنا على طاعتك، أعنتنا على أبواب رضاك، وفتحت لنا أبواب محبتك ، اللهم أدم هذه النعم العظيمة علينا، واجعلنا مستمتعين بها، والله جعل لكم من بيوتكم سكنا، لك الحمد يا االله، سكنت آلامنا، أذهبت أوجاعنا، صرفت كورونا عنا، فاصرف عن بلادنا الغلاء، والوباء، والزنا، واللواط، والربا، وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته، أدخلنا في رحمتك الواسعة، وفي رضائك علينا وعلى أولادنا وعلى أحفادنا، وعلى كل من يرغبون في الدعاء ممن ضاقت الحياة عليهم، واستولت الشياطين على قلوبهم، أو من أصابهم مس أو سحر أو حسد أو قرين أو تابعة، ولم يجدوا بابا إلا بابك، ولا ملاذا إلا ملاذك، فأنت نعم المولى ونعم النصير، ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون، اللهم كما أجبت أحبابك وأجبت أولياءك أجبنا كما أجبتهم، إن لم نكن من الصالحين فاجعلنا من الصالحين، اجعل لنا من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وارزقنا من حيث نحتسب، ومن حيث لا نحتسب.
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)"



تصفح أيضا

الله

الله

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض