حب النبي صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة

الرئيسية المقالات مقالات دينية

حب النبي صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة

حب النبي صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة التي كان يحبها وكان حزينا، وكان يقول: " أَمَا وَاللَّهِ، لَأَخْرُجُ مِنْكِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ".
فالنبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكة، وترك تراثه وأهله وذكرياته وآماله وحبه وشبابه، وكل شيء تركه خلفه، وكل هذا يبدو لكم -أيها السادة- أنه شرّ، وهو رجل يُنتزع من بيئتهن وهو رجل يخرج من رحلة حياة قطعها على مدى ثلاث وخمسين سنة قضاها في مكة، وتراب مكة جزء منه، وجزء من حياته، ورغم هذا فإنه يخرج من بلده التي أحبها رغما عنه وغصبا عنه، وخروجه على ما يبدو لك أنه شَرٌّ، وهو على ما يبدو تهجير قسري للنبي، صلوات ربي وسلامه عليه، وكل هذا يبدو لك أنه شر، ولكنه كان خيرا كبيرا، وكان فتحا عظيما، وكان نصرا مؤزرا من الله عز وجل.
لا زال بعض الملاحدة يصرّون على زعمهم، واعتقادهم المريض، فيقولون: كيف أن إلهكم يضحك، ويقهقه عندما يرى عويل النساء على أزواجهم وعلى أولادهم؟! ويضحك ويقهقه عندما يرى حوادث القتل، والتشريد والتهجير والتخريب والدمار، والقصف الجوي على السّكان المعزولين العُزَّل، والمحرومين والذين يموتون بردا وحرا وقهرا، فأين إلهكم من كل هذا؟!
فلماذا لم يمنع ربكم كل هذه الحوادث التي فرقت بلادا عربية عزيزة عليكم؟ فأين كان ربكم عندما مُزقت العراق؟ وأين كان ربكم عندما مُزِّقت سورية ومزقت اليمن ومزقت ليبيا؟
أقول لكم: أيها الملاحدة إن إلهنا موجود قائم بأمره لكن الناس يطمعون ويظلمون ولم يقل ربي لهم: اقتلوا واظلموا حاشاه.
أقول لكم أيها الملاحدة: إنَّ ربي موجود وهو أساس الوجود، وهو الذي أوجد الوجود وحاشاه أن يقهقه، وأن يضحك على مأساة عباده وحاشاه ذلك؛ وإنما لأنه بصير ولأنه خبير، ولأنه محيط، ولأنه عليم ولأنه عالم، فإنه يعلم أن ما قدره على العباد هو جزء من الإيمان بالقدر.

أصدقائي الملاحدة، هل تسمحون لي أن أسألكم: كما تعلمون فالإنسان يستمتع فترات كثيرة بشبابه، فلا حَرَجَ أن تكون هناك مرة - مثلا - أن ينكسر ذراعه - مثلا - أو تنكسر رجله، أتعترضون على هذا؟! وكما تعلمون أنه لا حرج في اليوم الواحد تكون في المطارات ما يربو على العشرين ألف رحلة، أو حتى خمسين ألف رحلة في اليوم الواحد، وهي رحلات داخلية ورحلات خارجية ودولية، فأنا أسألكم الآن: ألا يمكن أن يحدث خطأ ما من الخمسين ألف رحلة هذه فتسقط طائرة في المحيط أو في البحر، أليس هذا واردًا؟!

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض