انعكاسات وتجليات اسم الله ( القوى ) على حياة المسلم:
اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله – تعالى – الوكيل، وآمنت به حق الإيمان فإنه يتحقق لك عدة فوائد :
الأولى: يجعل المسلم في استعانة دائمة بربه مفوضًا إليه أمره، ومتوكلًا عليه في كل أمور حياته .
قال الله – تعالى -: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل}[آل عمران:173].
الثانية: يجعل المسلم في أمان دائم طالما يشعر أن الله وكيله في كل شيء في حياته .
قال – تعالى -: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً}[الأحزاب:3].
وقال – عز وجل -: { رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير}[الممتحنة:4].
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال كل يوم حين يصبح وحين يمسى حسبى الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما همه من أمر الدنيا وأمر الآخرة صادقًا كان بها أو كاذبا» .
الثالثة: تنزل السكينة في قلب المسلم والطمأنينة بحفظ الله له:
عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: «يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك وأن يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك وأن قد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فإذا سألت فسل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وإذا اعتصمت فاعتصم بالله واعمل لله بالشكر فى اليقين واعلم أن الصبر على ما تكره خير كثير فإن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا»
الرابعة: يجعل المسلم مطمئنًا على رزقه، قنوعًا بما لديه عفيفًا عما في أيدي الناس، مقتصدًا في معيشته، منفقًا في سبيله:
قال – تعالى -: {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيم* َّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون}[البقرة:274].
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه» .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: «ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا فإن اليد العليا هى المنطية وإن اليد السفلى هى المنطاة وإن مال الله مسئول ومنطى» .
الخامسة: من يؤمن بالله كفيلًا يكون ورعًا مبتعدًا عن الشبهات:
قال – تعالى -: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيم}[النور:15].
وعن النواس بن سمعان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «البر حسن الخلق والإثم ما حاك فى صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس»
وعن النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «إن الحلال بين وإن الحرام بين وإن بين ذلك أمورا مشتبهات وسأضرب لكم فى ذلك مثلا إن الله حَمَى حمًى وإن حمى الله ما حرم وإنه من يرعى حول الحمى يوشك أن يخالطه الريبة وإنه من يخالط الريبة يوشك أن يجسر»