القابض الباسط
اسمان من أسماء الله تعالى الحسنى، فالقابض معناه أنه ينزل على نفوس عباده القبض، فلا تقبض الأرواح إلا إذا تجلى القابض على عباده، فيحسون بالقبض، وهو الذي يقبض النفوس بقهره، والأرواح بعدله، والأرزاق بحكمته، والقلوب من تخويفها من جلاله، والباسط معناه أنه ينشر رحمته وفضله على عباده، يرزق، ويوسع، ويجود ويعطي أكثر مما يحتاج إلى العبد، فيزيده بسطة في العلم والجسم والمال، والقبض لغة الأخذ، والبسط التوسعة، والقبض والبسط من صفات الله تعالى الاختيارية التي تتعلق بمشيئته وإرادته، فهو سبحانه يقبض ويبسط أي: يضيق على قوم، ويوسع على قوم، فهو الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده ويقدر.
وقال الله – تعالى -: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون}[البقرة:245].
وقال – تعالى -: {اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاع}[الرعد:26].
يختص هذان الاسمان بعدة خواص:
الأولى: أن القابض هو أن ينزل الله تعالى على نفوس عباده القبض، فلا تقبض الأرواح إلا إذا تجلى القابض على عباده فيتحسسون بالقبض، وهو الذي يقبض النفوس بقهره، والأرواح بعدله، والأرزاق بحكمته، والقلوب من تخويفها من جلاله، والباسط هو الذي ينشر رحمته وفضله على عباده، ويرزق ويوسع ويجود ويعطي أكثر مما يحتاج إليه العبد، فيزيده بسطة في العلم والجسم والمال.
الثانية: أن القبض لغة الأخذ، البسط التوسعة:
الثالثة: أن القبض والبسط من صفات الله تعالى الاختيارية التي تتعلق بمشيئته وإرادته فهو سبحانه وتعالى يقبض ويبسط، أي: يضيق على قوم، ويوسع على قوم، هو الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده ويقدر.
انعكاسات وتجليات الاسم على حياة المسلم:
اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله تعالى الباسط، وآمنت به حق الإيمان، فإنه يتحقق لك عدة فوائد:
الأولى: يجتمع للمسلم خصال الخير:
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَوْصِنِي، قَالَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهَا رَأْسُ أَمْرِكَ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَ نُورٌ فِي السَّمَوَات وَنُورٌ فِي الأَرْضِ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " لا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلا مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّهُ مَرَدَّةٌ لِلشَّيْطَانِ عَنْكَ، وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " انْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَكَ، وَلا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرِيَ نِعْمَةَ اللَّهِ عِنْدَكَ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " أَحِبَّ الْمَسَاكِينَ وَجَالِسْهُمْ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " صِلْ قَرَابَتَكَ، وَإِنْ قَطَعُوكَ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي . قَالَ: " لا تَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ " . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي . قَالَ: " تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ "، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، لا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ».
الثانية: يجعل المسلم لينًا سهلًا:
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّار» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «عَلَى كُلِّ هَيْنٍ لَيْنٍ قَرِيْبٍ سَهْلٍ»
الثالثة: يجعل المسلم متحكمًا في قدراته:
عن علي - رضي الله عنه - قال: «مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على قوم يرفعون حجرًا، فقال: «إن أشدكم أملككم عند الغضب، وأحلمكم من عفا بعد قدر».
الرابعة: يجعل المسلم رقيق القلب:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لا يَـرْحَـمُ لا يُـرْحَـمُ» .
وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رحمة الله تنال عباده الرحماء فقال: «إنَّمَا يَـرْحَـمُ الله مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَـمَاءَ»
الخامسة: يجعل المسلم دائم النصح لإخوانه المسلمين:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قُلْنَا: لِـمَنْ؟ قال: «لِلَّـهِ وَلِكِتَابِـهِ وَلِـرَسُولِـهِ وَلأئِمَّةِ الْـمُسْلِـمِينَ وَعَامَّتِـهِـمْ»
عن جرير بنِ عبد الله - رضي الله تعالى عنه - قال: «بايَعتُ النبيَّ على إقامِ الصلاةِ، وإيتاء الزَّكاة، والنّصحٍ لكلِّ مسلِم» .
عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « خمس من جاء بهن لم يصد وجهه عن الجنة النصح لله ولدينه، ولكتابه، ولنبيه، ولجماعة المسلمين ».
السادسة: يجعل المسلم متمسكًا بمحاسن الأفعال ومكارم الأخلاق:
عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق».
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: « تقوى الله وحسن الخلق »، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: «الفم والفرج » .
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم، يقول: « إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم » .
عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» .
عن جابر - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون» قالوا: يا رسول الله، قد علمنا « الثرثارون والمتشدقون»، فما المتفيهقون ؟ قال: « المتكبرون » .