الفراغ الإيماني هو أساس المشكلات النفسية: إن الحياة لا تخلو من المشكلات الاجتماعية، ومن المشكلات النفسية. وإن إحساس الإنسان بأن عنده مشكلة وإدراكه بمدى خطورة هذه المشكلة يعد من أساليب حل هذه المشكلة، واعلم أخي الحبيب بارك الله فيك أن الإنسان كلما زيد له في البلاء رفعه الله تعالى بعد صبره على هذه الابتلاءات، قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2]. هذه الفتن وهذه الابتلاءات جاءت لتقوية المناعة الإيمانية عند الإنسان، لكي يتجاوز الإنسان قناطر الفتن ويفوز بخزائن المنن، ولذا جعل الله تعالى الجنة درجات، فأيكم من أهل الفردوس الأعلى؟ فالجنة درجات على قدر اجتهاد الإنسان، وعلى قدر عمله، وعلى قدر عبادته لله تعالى. الإنسان الذي عنده فراغ إيماني هو إنسان موحش لن يستطيع أن ينتصر في أي معركة في حياته. الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن المؤمن القوي أفضل عند الله من المؤمن الضعيف، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ). وليس القويّ بجسمه، وإنما القوي هنا هو الذي يستمدّ القوة من الله عزَّ وجلَّ، لا تعتقد أن عافية الله عليك أن تصبح في صحة جيدة، وأن تصبح ذا مال كثير، ولكن العافية من الله تعالى لك أن ينجيك من: الفتن، ومن المحن، وأن يجعلك من عباده الصالحين.