الثبات على الطاعة سبيل النجاة

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الثبات على الطاعة سبيل النجاة

الثبات على الطاعة سبيل النجاة

الرجوع إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في التماس سبل النجاة من الفتن والمهلكات، ولفت الأنظار إليهما بعد أن ابتعد كثير من الناس عنهما، والتأكيد أنه ما من خير إلا دلاّ عليه، وما من شر إلا حذّرا منه.

قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 38]، كما أن السنة النبوية ما تركت من فتنة ولا شر يأتي على هذه الأمة إلى قيام الساعة إلا وألمحت إليه، وحذرت منه، وحددت سبيل النجاة منه؛ فلا عذر لنا في ترك ما فيه حياتنا وسبيل نجاتنا: كتابِ الله عز وجل وسنةِ نبيه.

وشيء آخر يتعلق بهذا الأمر ألا وهو لفت الأنظار إلى ذلك الانقياد العظيم من سلفنا الصالح لهدي الكتاب والسنة في الفرار من الشرور والفتن وضرورة الاطلاع الدائم على تلك المواقف العملية الموفقة من سلفنا الصالح إزاء الفتن، والزوابع، وضرورة الاقتداء بهم في تلك المواقف النبيلة المهتدية بالكتاب والسنة.

قال الله عز وجل في سورة الذاريات: {فَفِرُّوا إلَى اللَّهِ إنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات: 50]. يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى عند تفسير هذه الآية: لما تقدم ما جرى من تكذيب الأمم لأنبيائهم وإهلاكهم؛ لذلك قال الله تعالى لنبيه: قل لهم يا محمد؛ أي قل لقومك: {فَفِرُّوا إلَى اللَّهِ إنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} أي فروا من معاصيه إلى طاعته.

وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى معلقًا على الآية نفسها:  (فلما دعا العباد إلى النظر إلى آياته الموجبة لخشيته، والإنابة إليه، أمر بما هو المقصود من ذلك، وهو الفرار إليه. أي: الفرار مما يكرهه الله، ظاهرًا وباطنًا؛ إلى ما يحبه، ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الغفلة إلى الذكر. فمن استكمل هذه الأمور؛ فقد استكمل الدين كله، وزال عنه المرهوب، وحصل له غاية المراد والمطلوب).

ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في (منزلة الفرار)، قال الله تعالى: {فَفِرُّوا إلَى اللَّهِ} فحقيقة الفرار: الهرب من شيء إلى شيء. وهو نوعان:  فرار السعداء: الفرار إلى الله عز وجل. وفرار الأشقياء: الفرار منه لا إليه.

 وأغلب أقوال المفسرين لا تخرج عن تلك المعاني السابقة في تفسير الآية، فكلها ترجع إلى معنى واحد في أن المقصود هو: الفرار من المعصية إلى الطاعة؛ أي: الفرار من أسباب غضب الله تعالى إلى أسباب رحمته. والمراد منه الفرار من غضب الله عز وجل وما يترتب عليه من العقوبة، إلى رحمته وما يترتب عليها من المعافاة.

وقوله تعالى: {وَسَارِعُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ  لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]. فاللجوء إليه سبحانه والذهاب والهجرة إليه، والمسارعة إلى مغفرته وجناته: كلها من معاني الفرار والهجرة إليه سبحانه؛ وذلك بتوحيده والسعي إلى مرضاته وجنته هربًا من سخطه وعقوبته.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض