أنواع الوساوس 1 - الوسواس القهرى أو اللاإرادى: وهو ما يتعلق بالسلوك اليومي، والتردد فى فعل أشياء تتكرر فى حياة الإنسان كالتأكد أكثر من مرة فى إغلاق باب البيت، وهذا مجال بحثه فى: "علم النفس". 2 - (وسوسة العبادة): وفى هذا النوع تكون الوسوسة مرتبطة بالدين حيث يصبح هدف الشيطان إخراج العبد عن طاعة ربه بكل الأساليب والوسائل كما أخرج آدم من الجنة بعد أن نسي أمر ربه، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 7]. 3 - وسواس الطهارة: من أساليب الشيطان فى الوسوسة التشكيك فى الطهارة، ومن مظاهر هذا الوسواس غسل الأعضاء أكثر مما نصّت عليه السنة، وإعادة الوضوء مرات عديدة. رابعًا: الأصل فى الوسواس القهرى أنه من عمل الشيطان: في صحيح مسلم: (أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي)( ). قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} [سورة الناس]. وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه: (ذكر لى أن الشيطان الوسواس ينفث فى قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح فإذا ذُكر الله خنس) وقال بن عباس رضي الله عنهما فى قوله: (الوسواس الخناس) الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذُكر الله خنس. خامسًا: الآيات الواردة فى الوساوس: * قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} [سورة الناس]. * قال تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} [الأعراف: 20]. * قال تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه: 120]. * قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} [ق: 16]. سادسا: الأحاديث الواردة في الوسواس: - عن ابن عباس قال: (جاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال يا رسولَ اللهِ إنَّ أحدَنا يجدُ في نفسِه، يعرضُ بالشيء، لأن يكونُ حممة أحبَّ إليه من أن يتكلَّم به، فقال: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الحمدُ للهِ الذي ردَّ كيدَه إلى الوسوسةِ)( ). -وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: (شَكَوْا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَجِدونَ منَ الوَسوسةِ، وقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّا لَنَجِدُ شيئًا لو أنَّ أحَدَنا خَرَّ منَ السماءِ كان أحبَّ إليه من أنْ يَتكلَّمَ به، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذاك مَحضُ الإيمانِ)( ). - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا يَزالُ النَّاسُ يَتَساءَلُونَ حتَّى يُقالَ: هذا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فمَن خَلَقَ اللَّهَ؟ فمَن وجَدَ مِن ذلكَ شيئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ. وفي رواية: يَأْتي الشَّيْطانُ أحَدَكُمْ فيَقولُ: مَن خَلَقَ السَّماءَ؟ مَن خَلَقَ الأرْضَ؟ فيَقولُ: اللَّهُ...، ثُمَّ ذَكَرَ بمِثْلِهِ وزادَ: ورُسُلِهِ)( ). - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أذَّن المُؤذِّنُ أدبَر الشَّيطانُ وله ضُراطٌ فإذا سكَت أقبَل فإذا ثوَّب أدبَر وله ضُراطٌ فإذا سكَت أقبَل يخطِرُ بَيْنَ المرءِ ونفسِه حتَّى يظَلَّ الرَّجُلُ لا يدري كم صلَّى فإذا صلَّى أحَدُكم فوجَد ذلكَ فلْيسجُدْ سجدتَيْنِ وهو جالسٌ) سابعا: أعراض الوسواس القهرى: إن أعراض الوسواس القهريّ تنقسم إلى قسمين؛ الأول يحتوي على وساوس وشكوك فكرية، والثاني يحتوي على العادات والسلوكيات التي تترتب على هذه الوساوس. 1- أمثلة على الوساوس الفكرية: - استحواذ فكرة الوسخ والتنجيس - استحواذ فكرة الحاجة إلى التناسق - شكوك غير طبيعية - أفكار دينية مستحوذة - استحواذ أفكار العنف - استحواذ فكرة تجميع الأشياء - استحواذ الأفكار الجنسية - أفكار تطيرية أو خيالية. 2 – أمثلة على العادات والسلوكيات: يحاول المصابون بالوسواس القهريّ التخلص من الأفكار المتكررة عن طريق القيام بعادات اضطرارية، وتكون هذه العادات قائمة على أسس معينة، ولا يعني القيام بهذه العادات أن القائم بها سعيد بقيامه بها، ولكن ممارسة هذه العادات هو لمجرد الحصول على راحة مؤقتة من الوساوس. لماذا لا يتوقف المريض من التفكير أو القيام بالعادات القهريّة؟ المصاب بالوسواس القهريّ لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار، والسبب في ذلك يرجع إلى أن الوسواس القهريّ مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباطًا مباشرًا باختلال كيميائي في المخ، وتقول بعض الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا. من كتاب ينابيع الأمل لفضيلة الاستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الاسلامي