أقوال وأفعال بها تصلح البيوت هناك العديد من الأعمال التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم، تصلح البيوت وتنورها وتجعل فيها الخير والبركة وتبعد عنها الشياطين، ومن هذه الأعمال التي تملأ البيوت نورًا وسعادة وتحفظها من كيد الشيطان وتجعلها حصن أمان على أهلها قراءة سورة البقرة: فقد ثبت فى الحديث الصحيح أن البيت الذى تقرأ فيه لا يدخله شيطان، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفضل العظيم لسورة البقرة كاملة، ولبعض آياتها العظيمة مثل (آية الكرسي) وآخر آيتين منها، ومما ذكره صلى الله عليه وسلم في فضلها أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة، وأنها نافعة في الوقاية من السحر وفي علاجه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) [رواه مسلم 780]. قال النووي – رحمه الله: هكذا ضبطه الجمهور (ينفِر) ورواه بعض رواة مسلم (يفرُّ) وكلاهما صحيح [شرح مسلم: 6/69]. وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة) [رواه مسلم: 804] ومعنى البَطَلة: السحرة. ولا يشترط قراءتها بصوت مرتفع، بل يكفي أن تُقرأ وتتلى في البيت، ولو مع خفض الصوت، كما لا يشترط أن تُقرأ دفعة واحدة، بل يمكن أن تُقرأ على مراحل، ولا يشترط أن يكون القارئ واحدًا من أهل البيت، بل لو وزعت بينهم لجاز، وإن كان الأفضل في كل ذلك أن تُقرأ دفعة واحدة ومن شخص واحد. ويحكي لنا المنذري رحمه الله عن بعض الصالحين أنه وجد أذى من الجن في بيته، فأوصاه العلماء بتلاوة سورة البقرة، فلما قرأها ذهبوا بإذنه سبحانه وتعالى [من كتاب الترغيب والترهيب]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة) [رواه مسلم والنسائي والترمذي]. وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسور البقرة ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له) [رواه أحمد]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثًا، وهم ذوو عدد، فاستقرأهم، فاستقرأ كل رجل منهم- يعني: ما معه من القرآن-فأتى على رجل من أحدثهم سنًا فقال: ما معك يا فلان؟ قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال: نعم قال: اذهب فأنت أميرهم، فقال رجل من أشرافهم، والله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية أن لا أقوم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعلموا القرآن، واقرأوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه، وقام به كمثل جراب محشو مسكًا يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد، وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسكنه). رواه الترمذي.