أسرار اسم الله العزيز
اسم الله العزيز تكشف بعض المظاهر عن أسراره منها:
1- إحياء الموتى لينال كل واحد جزاءه يوم القيامة، وليعلم الذين كانوا يعتزون بغيره أنهم كانوا في ضلال مبين قال – تعالى -: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِير}[البقرة:126].
2- تصوير الأجنة في بطون أمهاتها، قال – تعالى -: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[آل عمران:6].
3- الإيحاء إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأخبار الماضين؛ لتكون موعظة للحاضرين قال – تعالى -: {إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[آل عمران:62].
4- نظر الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه مع قلتهم وكثرة العدو قال – تعالى - {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم}[آل عمران:126].
5- إرسال الرسل لتعليم البشر، وقطع حجة الناس قال – تعالى -: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[النساء:165].
6- شرع العقوبات والحدود للتنكيل بالعصاة، والمجرمين، والآثمين، قال – تعالى -: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم}[المائدة:38].
7- تقليب الليل والنهار وفلق الإصباح وتسيير الشمس والقمر والنجوم بأدق حساب، وأضبط نظام، قال – تعالى -: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم}[الأنعام:96].
8- أن الناس لو قدروا عزة الله ما لجأ لاجئ إلى غيره، ولا دعا داع سواه، ولا قصر مقصر في عبادته، قال – تعالى -: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز}[الحج:74].
9- التفرد في الملك والملكوت، وليس له شريك يشاركه في أمره ونهيه، أو خلقه، أو رزقه، قال – تعالى -: {قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلاَّ بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[سبأ:27].
10 – التفرد بالعزة الكاملة أنه إذا أراد بأحد خيرًا، فلا مانع يمنعه، وإن أراد به سوءًا، فلا دافع له، قال – تعالى -: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[فاطر:2].
11- التسخير لجميع قوى السماوات والأرض، فهي جنود مسخرة لتنفيذ إرادته خاضعة، قال – تعالى -: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}[الفتح:7].
12- أن خلق الموت هادم اللذات، ومفرق الجماعات الذي لا يستطيع أن ينجو من ملك، ولا سلطان، ولا جرم إن خلق الموت من أروع مظاهر العزة الإلهية قال – تعالى -: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور}[المُلك:2].
فالعزة لله وحده، فلا عزز بالحق غيره سبحانه فهو يعز من يشاء، ويذل من يشاء، وهو لا يعز إلا أحبابه الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والصالحين، قال – تعالى -: {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُون}[المنافقون:8].
فمن اغتر بغير الله ذل،قال – تعالى -: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُور}[فاطر:10].
فلا ينبغي لمؤمن أن يذل لمخلوق مهما تكن الظروف والأحوال، أو تنزل به الأهوال، بل عليه أن يصون عزة الإيمان من أن تلحقها ذلة، ويربأ بها من أن تمسها مهانة، وخليق بالمؤمن الذي يحترم دينه ونفسه أن لا يظهر الذل والضراعة لغير ربه العزيز الجبار المتكبر .