آداب تصون
البيوت من الهم والحزن وهتك الستر
لقد وضع الإسلام للبيوت آدابًا تنبت فيها زروع
السعادة وتصونها من مواطن الهم والحزن وهتك الستر، وكل ما يحول بينها وبين سعادتها.ولا
ضير أن نتجول معًا فى بستان هذه الآداب؛ لنتعرف على بعض منها وأسرارها وحكمها.
فأول هذه
الآداب التى تلقى بحصن حصين على البيت المسلم يقيه من الهموم والكروب والشرور: الذكر
عند دخول المنزل والخروج منه. فقد
ورد عن جابر رضى الله عنه أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل الرجل بيته،
فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، فإذا دخل
ولم يذكر الله قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان: أدركتم
المبيت والعشاء). رواه مسلم.
ومن الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذكرًا لدخول المنزل: (اللهم إنى أسألُك خيرَ الْمَوْلِجِ وخيرَ الْمَخْرَجِ، بسمِ
اللهِ وَلَجْنَا، وبسمِ اللهِ خرجْنا، وعلى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا). رواه
أبو داود.
وأما إذا أراد الإنسان أن يخرج من بيته، فليسلم
على أهله، ثم يخرج متزينا متسترا، ثم يذكر دعاء الخروج من المنزل، وهو: (باسم الله
آمنت بالله، واعتصمت بالله، وتوكلت على الله، اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو
أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي). رواه النسائي.
وعن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (من قال إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا
بالله، يقال له: كفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان) رواه الترمذي. وفى رواية أبى داود:
(فيقول – يعنى الشيطان – لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقــي).
ومن آداب البيوت الإسلامية الاســتئذان قبل الدخــول:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ
بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّرُونَ} [النور: 27]، لقد جعل الله البيوت سكنا يفييء اليها
الناس، وتطمئن نفوسهم ويأمنون على عوراتهم وحرماتهم، والبيوت لا تكون كذلك إلا حين
تكون حرما آمنا، لا يستبيحه أحد إلا بعلم أهله وإذنهم، وفى الوقت الذى يريدون، وعلى
الحالة التى يحبون أن يلقوا عليها الناس، ويعبر القرآن الكريم عن الاستئذان بالاستئناس،
وهو تعبير يوحى بلطف الاستئذان ولطف الطريقة التى يجيء بها الطارق، فتحدث فى نفوس أهل
البيت أنسًا به واستعدادًا لاستقباله، وهى لفتة دقيقة لطيفة لرعاية أحوال النفوس، ولتقدير
ظروف الناس فى بيوتهم، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا السلام فما الاستئناس؟.
قال: يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبيرة أو تحميدة
ويتنحنح، ويؤذن أهل البيت، والسنة فى الاستئذان: ثلاث مرات. وكيفية الاستئذان أن يقول:
السلام عليكم أأدخل؟ فإن أذن له دخل وإن أمر بالرجوع انصرف (ولا يكن فى صدره حرج) والسنة
فى ذلك أن يعلن عن نفسه (بذكر اسمه) فقد روى (أن أبا موسى جاء إلى عمر بن الخطاب فقال:
السلام عليكم: هذا أبو موسى) (رواه مسلم).
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: جاء عمر إلى
النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى مشربة له فقال السلام عليكم يا رسول الله، السلام
عليكم أيدخل عمر؟ (رواه الامام أحمد)0
ومن الآداب الربانية للبيوت المسلمة أيضًا استئذان
أهل البيت بعضهم على بعض، فمن مقاصد الإسلام أن يتربى النشء، ويشب الطفل فى جو مليء
بما يغرس فيه خصال الحياء، ومن وسائل الإسلام فى ذلك: ألا يقتحم الأبناء الصغار والخدم
الحجرات دون إذن مسبق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ
الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ
وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا
عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور: 58]، ولقد
سبقت فى أول السورة أحكام الاستئذان على البيوت، وهنا يبين أحكام الاستذان فى داخل
البيوت، أدب الله عباده حتى الأطفال أمروا بالاستئذان فى الأوقات الثلاثة.
لقد وضع الإسلام للبيوت آدابًا تنبت فيها زروع السعادة وتصونها من مواطن الهم والحزن وهتك الستر، وكل ما يحول بينها وبين سعادتها.ولا ضير أن نتجول معًا فى بستان هذه الآداب؛ لنتعرف على بعض منها وأسرارها وحكمها.
فأول هذه الآداب التى تلقى بحصن حصين على البيت المسلم يقيه من الهموم والكروب والشرور: الذكر عند دخول المنزل والخروج منه. فقد ورد عن جابر رضى الله عنه أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، فإذا دخل ولم يذكر الله قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء). رواه مسلم.
وأما إذا أراد الإنسان أن يخرج من بيته، فليسلم على أهله، ثم يخرج متزينا متسترا، ثم يذكر دعاء الخروج من المنزل، وهو: (باسم الله آمنت بالله، واعتصمت بالله، وتوكلت على الله، اللهم إنى أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي). رواه النسائي.
وعن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان) رواه الترمذي. وفى رواية أبى داود: (فيقول – يعنى الشيطان – لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقــي).
ومن آداب البيوت الإسلامية الاســتئذان قبل الدخــول: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّرُونَ} [النور: 27]، لقد جعل الله البيوت سكنا يفييء اليها الناس، وتطمئن نفوسهم ويأمنون على عوراتهم وحرماتهم، والبيوت لا تكون كذلك إلا حين تكون حرما آمنا، لا يستبيحه أحد إلا بعلم أهله وإذنهم، وفى الوقت الذى يريدون، وعلى الحالة التى يحبون أن يلقوا عليها الناس، ويعبر القرآن الكريم عن الاستئذان بالاستئناس، وهو تعبير يوحى بلطف الاستئذان ولطف الطريقة التى يجيء بها الطارق، فتحدث فى نفوس أهل البيت أنسًا به واستعدادًا لاستقباله، وهى لفتة دقيقة لطيفة لرعاية أحوال النفوس، ولتقدير ظروف الناس فى بيوتهم، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا السلام فما الاستئناس؟.
قال: يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبيرة أو تحميدة ويتنحنح، ويؤذن أهل البيت، والسنة فى الاستئذان: ثلاث مرات. وكيفية الاستئذان أن يقول: السلام عليكم أأدخل؟ فإن أذن له دخل وإن أمر بالرجوع انصرف (ولا يكن فى صدره حرج) والسنة فى ذلك أن يعلن عن نفسه (بذكر اسمه) فقد روى (أن أبا موسى جاء إلى عمر بن الخطاب فقال: السلام عليكم: هذا أبو موسى) (رواه مسلم).
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: جاء عمر إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى مشربة له فقال السلام عليكم يا رسول الله، السلام عليكم أيدخل عمر؟ (رواه الامام أحمد)0
ومن الآداب الربانية للبيوت المسلمة أيضًا استئذان أهل البيت بعضهم على بعض، فمن مقاصد الإسلام أن يتربى النشء، ويشب الطفل فى جو مليء بما يغرس فيه خصال الحياء، ومن وسائل الإسلام فى ذلك: ألا يقتحم الأبناء الصغار والخدم الحجرات دون إذن مسبق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور: 58]، ولقد سبقت فى أول السورة أحكام الاستئذان على البيوت، وهنا يبين أحكام الاستذان فى داخل البيوت، أدب الله عباده حتى الأطفال أمروا بالاستئذان فى الأوقات الثلاثة.