(الآداب المتوجبة على المتعلم)

الرئيسية المقالات مقالات دينية

(الآداب المتوجبة على المتعلم)

(الآداب المتوجبة على المتعلم)
1- النظر إلى المحدث والانتباه إلى تسلسل أفكاره وعدم الانشغال عنه بالتحدث إلى الآخرين ففي الحديث (إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والامام يخطب فقد لغوت) وأن يجمع الأفكار التي لم يفهمها ليسأل عنها إذ لاحياء في العلم وورد في الآية الكريمة (واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) الأنبياء 70.
وأن يكون السؤال وبأسلوب مهذب يدل على رغبة السائل بالاستفادة.
2- أن يكون صادق الرغبة بالتعلم مبتعداً عن كل ما يشغله عنه من سفاسف الأمو متواضعاً مع معلمه متأدبا أمامه عارفاً فضله وقدره- قال الشعبي: (صلى زيد بن ثابت على جنازة فقُربت إليه بلغته ليركبها فجاء ابن عباس فأخذها بركابها (أمسكها) فقال زيد: خلِّ عنك يا ابن عم رسول الله فقال ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء فقبَّل زيد بن ثابت يده وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهلل بيت نبينا). أخرج الطبراني والحاكم والبيهقي.
3- أن لا يتكلم في موضوع لم يتمكن من علمه به ولا يتكلم بوجود من هو أعلم منه إلا إذا طرح فكته عن طريق سؤال من هو أعلم منه، وأن لا يتحدث بتكبر ليقال أنه عالم- ففي الحديث (إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا والموطأون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجال يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون. قالوا قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون قال: المتكبرون). أخرجه الترمذي وهو حديثث حسن.
4- إذا دخل المسلم في نقاش فليكن بأعصاب باردة وروح متسامحة ومنطق سليم وصوت هادىء بعيد عن الانفعال وأن يسود النقاش روح الاحترام المتبادل وتحري الحق. فقد ود عن سيدنا عمر رضي الله عنه قوله (ما حججت أحداً إلا وتمنيت أن يكن الحق على لسانه).
5- الابتعاد عن الجدل في الباطل بغية تعجيز الخصم ونسبة القصور له فقد ورد في الحديث (ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)- ثم قرأ الآية (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني. (64) أما الجدل بقصد الوصول الى الحق ومقابلة الحجة بالحجة فهو محمود لقوله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) النحل 125.
6- الابتعاد عن المرء: والمراءُ: هو الاستمار في الجدل بعد ظهور الحق مكابرة- وقد عرفه بعض العلماء بقوله: (المراءُ هو كل اعتراض على كلام الغير باظهار خلل فيه في اللفظ أو المعنى أو المقصد- فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراء بقوله: (من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجه الناس إليه أدخله الله جهنم) رواه ابن ماجة وهو صحيح وقوله (المراء في القرآن كفر) أخرجه أبو داود وابن حبان. كما رغب تاركي المراء بالجنة بقوله: (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة (حولها) ومن تركه وهو محق بني له بيت في وسطها ومن حسَّن خلفه بني له في أعلاها) أخرجه الترمذي وابن ماجة- حديث حسن. وعن الإمام مالك بن أنس قوله: (المراءُ يقسّي القلوب ويورث الضغائن) فيحذر بالمسلم أن يبدي وجهة نظه لمحدثه فإن أقتنع بها حصل المطلوب، وإن رفضها مع وجود الأدلة عليها، فليتوقف عن النقاش معه ابتغاء مرضاة الله تعالى فإن المراء لا يأتي بخير.
7- يستحسن تلقي العلم عن عالم عامل، وفقيه متمكن مشهود له بالاستقامة والإخلاص، حتى إذا بلغ المسلم درجة من الوعي الفقهي، وتعرف على أسباب الاختلاف، وإلى أنه سر قابلية الاسلام للتطور، وإلى أن الاجماع على أمر فعي متعذر، بذلك يكون قد أخذ الجرعة الواقية له من الضياع والمناعة الكافية من الانحراف، ولا بأس بعد ذلك أن يستمع لأي عالم، ويقرأ في أي كتاب، فإذا ما أشكل عليه أمرٌ عاد إلى معلمه أو شيخه يستفتيه فيه.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض