أسباب السكينة والطمأنينة فى البيوت المسلمة
للسكينة والطمأنينة فى البيوت المسلمة أسبابًا منها:
1-الإيمان بالله واليوم الآخر، فالشك اضطراب واليقين سكون، فكلما قوى الإيمان وانتشر فى القلب نور اليقين كلما ثبت وسكن عند ورود المقلقات والفتن. والتوحيد الذى يجعل الإنسان يلجأ إلى الله فى الشدة والرخاء، ينفى كل خوف أو قلق، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}[الأنعام:82].
وقال رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه جل وعلا: (وعزتى لا أجمع على عبدى خوفين وأمنين؛ إذا خافنى فى الدنيا أمّنته يوم القيامة، وإذا أمننى فى الدنيا أخفته يوم القيامة) [رواه ابن حبان].
2-تذكر حقيقة الدنيا، وطلب رضا الله: ولا يعنى هذا العزلة عن الحياة، أو ضعف الطموح، بل إن من يعمل للآخرة يجب أن يكون الأعلى همة والأكبر أثرا ونشاطا، ولكن جهوده ليست مبددة فى كل واد، وإنما يعرف طريقه وغايته. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ كَانَت الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِى رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) [رواه الترمذي].
3-كثرة ذكر الله: فالذكر قرين الطمأنينة، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. فالعبد إذا ذكر الله ذكره الله، قال تعالى: {فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152].
وفى ذكر الله لعبده كل الخير العاجل والآجل، فإن من يذكره الله فى علاه ناج من كل هم، آمن من كل خوف، منصور فى كل حين.
4-الصلاة والدعاء: وهما من الذكر، وكانت الصلاة قرة عين نبينا صلى الله عليه وسلم، وكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ولكن البعض يحاول إذهاب خوفه، والتغلب على قلقه واضطرابه، بالتواصل مع الناس، أو الانشغال بتوافه الأمور، وينسى الصلة بالله الذى يملك قلبه يقلبه ويصرفه كيف يشاء.
5-الرضا: فإن من أعظم المنغصات، ومن أشد أبواب الاضطراب التحسر على ما فات، والسخط على الواقع، والتفكير فى المستقبل، والرضا هو باب واسع يدخل منه الإنسان إلى واحة الأمن والسكينة، فيجد راحة لا مثيل لها، ومنها ينطلق إلى العمل والإنجاز بقلب لا تموج به الأفكار وتتقاذفه الأحلام والحسرات.
إن السكينة هى عطاء الله للمؤمنين، تقترن بذكره والإقبال عليه، إنها منحة لمن كان قلبه متعلقا بالله، لمن لم يغرق فى هموم الدنيا الصغيرة، لمن بسط فى قلبه واحة اليقين والمعرفة. وإن للطاعة راحة فى القلب، وسكينة فى النفس، وسعة فى الرزق لا يشعر بها إلا من هجر المعاصى والذنوب، ذاقها من أقبل على الله قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
اللهم أنزل على قلوبنا السكينة فلا تقلبها المخاوف والفتن، واجعل نفوسنا مطمئنة، وارزقنا طاعتك وقربك والأنس بك وحدك يا الله، ولا تجعلنا من الغافلين، وأصلح لنا بيوتنا واجعلها روضة من جنة طاعتك ومحبتك يا أرحم الراحمين.