مواجهة الوسواس القهري بالمنهج الإيماني

الرئيسية المقالات مقالات دينية

مواجهة الوسواس القهري بالمنهج الإيماني

مواجهة الوسواس القهري بالمنهج الإيماني
بداية نقول:
الوساوس تعطي الإنسان إحساسًا بأنه ضعيف، وغير قادر على المواجهة، ويرى نفسه أقل من الناس، يرى الناس حوله يتقدمون، وهو لا يتحرك مكانه بل يتراجع إلى الوراء.
فمثلًا: - دخل الجامعة فلم ينجح فيها ولم يحصِّل مراده.
- تزوّج وأنجب؛ فلم يستطع تربية أبنائه التربية المثلى.
- عمل في عمل؛ فتغلَّب عليه الوسواس وجعله يترك هذا العمل.
- تراكم عليه الفشل فأصاب حياته بالتوقُّف التَّام، وهذا التراكم هو الذي فرضه على نفسه.
وأنت بحاجة إلى أن تفرق: هل هذا الوسواس من داخلك أنت، أم أن عندك ضغوطًا نفسية في حياتك، وعندك مثبطات للهمم في حياتك؟
الشيطان يساعد على الإحباط:
الوساوس ليست أمورًا حقيقية كما يظنُّ بعضهم، ولكن المعنى الصحيح للوسوسة هو أن الشيطان يُشعرك بالإحباط دون أن يكون هناك سبب للإحباط، يشعرك بالحزن دون وجود أسباب الحزن، يشعرك بالخوف مع توفُّر الأمان لديك، يشعرك بالعزلة وأنت في وسط أحبابك وأصحابك، ولذلك سمُّيت وساوس، أي أشياء غير واقعية، ليست موجودة في الحقيقة، ولكن الشيطان هو الذي يزيِّن ذلك.
احذر أن تقول: "إن الله ظلمني وفضَّل الناس علىَّ"، فأنت الذي ظلمت نفسك باتباع الشيطان، وبالبعد عن سبيل الرحمن، واحذر أن تقول: "إن الشيطان أقوى مني"، هذا مستحيل، قال الله تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء: 76]، لا يستطيع أن يتغلب على من تقوّى بالله، ومن تحصّن بحصن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكنك لم تقاتله، أنت تركته يتغلب عليك وتركته يبول في أذنيك، ويغتال أحلامك، وأنت جالس هكذا لا حول لك ولا قوة، رغم أن الله وضع لك أساليب قتال الشيطان ومحاربته، ودلَّك على طريق الفوز عليه.
الله عزَّ وجلَّ يقول: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء: 76]، قاتل أولياء الشيطان، فإن للشيطان أولياء؛ أولياء من الجنِّ ومن الإنس، بمعنى أن الشيطان يستعين بأولياء، ومع ذلك فهو ضعيف؛ لأن هؤلاء الأولياء ضعفاء أيضًا، فالشيطان يستعين بالضعفاء فلماذا يهزمك؟ لأنك لم تستعن بالقوي المتين الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
لمحة طيبة جدًّا أحبابي الكرام.. الشيطان الضعيف هذا يستعين بأولياء ضعفاء، ومع ذلك فإنه يتقوَّى بهم على ضعفاء النفوس والقلوب، فما بالك بمن يستعين بالقوي، هل يقدر الضعيف من السيطرة عليه؟
عليك بالمواجهة:
لن تنتصر إلَّا إذا قاتلت، أنت الآن أصبحت في مواجهة معه، يريد أن يدخلك في نفق ضيِّق لا تستطيع الخروج منه، يريد أن يوقعك في فكرة معيَّنة هادمة لذاتك، فمثلًا يوسوس لك: إنَّ هذا المكان غير نظيف، وهذا المكان محفوف بالمخاطر، احذر أن تشرب من هذا الكوب، احذر أن تقترب من هذا الطعام.
فالشيطان يرسل إليك رسائل سيئة، رسائل قاتلة، يقذف إلى قلبك بكل المفاهيم السلبية، فلا بدَّ أن تقطع عليه الإرسال، لا بدَّ أن تثبت أمامه، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[الأنفال: 45]. إذا لاقيت العدوّ فلا تفرّ أمامه، والشيطان هو أخطر الأعداء، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: 6]. فإذا أردت ألَّا تكون من حزبه، فعليك بمحاربته، وعليك بمعاداته ومقاتلته كما أمرك الله تعالى.
مقال من كتاب فى مواجهة الوسواس لفضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض