هل يستطيع العلم أن يحيط بأسرار المخلوقات المؤذية ؟
أحبتي الكرام، إن العلة من خلقها لا زالت خفية على الناس، ومهما تقدم العلم لن يستطيع العلم أن يحيط بأسرار هذه المخلوقات التي يعتقد الناس أنها مؤذية؛ فهي مؤذية لهم وهي – أيضا – نافعة لهم، وعلى سبيل المثال عندما اشتكى في بعض القرى من أبي قردان قبل عشرين سنة، وهذا جعل الحكومة تقوم بوضع مصائد له، والناس يصطادونه، ثم يرمونه في المياه، وفي العام التالي أصاب الأرض الفساد؛ لأن أبا قردان كان يقوم بانتشال النباتات التي تؤذي النباتات، ولكن الناس لا تفهم الطبيعة الخلقية التي خُلق عليها أبو قردان، والدور الذي يؤديه وعلى هذا لما قتلوه أدى إلى دمار ثروة زراعية كبيرة فبي العام التالي، وهذا بسبب أن الناس تتعامل بمنطق المصحة فقط.
ولكن التقدير الذي قدّره الله -سبحانه وتعالى- هم لا يصبرون عليه ولا يفهمونه، وهذا التقدير يخفى على كثير من الناس، وإني على قناعة تامة أن ما نعتقد أنه شر هو، ونشمئز منه كالحيات والأفاعي هو خير لآخرين، وهو درء لمفاسد معينة لا يعلمها، ولن يعلمها كثير من الناس.
هناك مخلوقات لا نبصرها ولا نعرف أسرارها
فضيلة الدكتور يقول للملحد: صديقي الملحد عندنا في القرآن آية عظيمة، يقول تعالى:{وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[النحل:8]، بمعنى أن هناك مخلوقات لا نراها، ولا نبصرها ولا نعرفها، ولا نعرف أسرارها؛ فالأشياء المؤذية هي التي تتعامل معها، وتصطادها، وتقتاتها ولو أطلق سراحها، وظهرت لنا فإنها تأكل الأخضر واليابس.
الملحد الأول يقول: من الواضح أن القضية الأساسية المهمة في التصديق هي العلم بالله تعالى.
نعم صديقي الملحد أنت على صواب؛ فالعلم بالله تعالى هو الذي يجعلك على يقين أن الله تعالى لم يخلق شيئا حتى ولو كان مؤذيا إلا لعلة، أو لعلل لا يعلمها البشر وإنما يعلمها ربّ البشر، وقلت لكم: إن العالم كله يفشل في مواجهة هذه الأشياء، وفي بعض الولايات الهندية كلّفوا كل واحد من الشباب أن يأتي بفأر، وسيأخذ عليه مكافأة وبالفعل تحوّل الشعب كله أو الولاية كلها إلى صائدي فئران، واصطادوا فئرانا كثيرة وأخذوا أموالا طائلة من الحكومة الهندية مقابل هذا المجهود الرائع منهم، غير أن النتيجة كانت مزرية في العام الذي بعده، فالأرض لم تأت لهم بأي بخير وقد أصاب الأرض العقم؛ لأنه كلما بذروا الحبوب، ورشوا الماء فإذا بها لا تنبت ثم بدأوا ينقبوا فوجدوا أنواع جديدة من الحشرات والديدان لم يكن يعلم الناس عنها شيئا وكانت الفئران تتغذى عليها، فلما قضوا على الفئران فإذا بها يكتوون بنارها.
فضيلة الدكتور يقول للملحد: صديقي الملحد ما رأيك في هذا الكلام؟
الملحد يقول لفضيلة الدكتور: هذا كلام مزلزل بصراحة.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد قائلا: صديقي الملحد، هل لك أن تؤمن بالله وأن تُسلم؟!
الملحد يقول لفضيلة الدكتور: نحن لا زلنا في بداية الطريق، والطريق معك طويل.
صديقي الملحد إن ما قدمته من حقائق للملحد الأول أشعر أنه بدأ يقتنع، وبدأ يسجل كل ما أقول، وقد اقتنع أن خلق الحشرات المؤذية من معجزات الخالق؛ لأن هناك توازن تحتي نحن لا نراه، وهناك معادلات تحتية خفية نحن لا نراها، والكون منسجم على هذه الحالة.
الملحد الثاني يقول لفضيلة الدكتور: لقد استطعت يا فضيلة الدكتور أن تُسكت الملحد الأول، وأن تُشربه اليانسون؟!
فضيلة الدكتور يرد على الملحد الثاني، قائلا: (لا) لم يحدث يا صديقي فأنا لا أضحك على أحد، وإنما أقول حقائق وأحاوره بالمنطق والعقل واتضح خطأ ما ذهب إليه صديقك الملحد الأول، واتضح لكم صحة ما كنت أقوله.
لماذا حرّم ربكم الخنزير بعد خلقه؟!
فضيلة الدكتور يسأل الملحد الثاني قائلا له: ماذا في جُعبتك يا صديقي الملحد؟
الملحد يرد على فضيلة الدكتور قائلا: لماذا حرّم ربكم الخنزير بعد خلقه؟
أصدقائي الملاحدة: إن الخنزير يكاد يكون مصدر الاقتصاد الأول في العالم في بلاد معينة ومنها: البرازيل وأمريكا وروسيا، وهو مصدر قومي للثروة لا خلاف عليه بمعنى أن الخنزير ثري يأخذون دهونه لأشياء طبية، ويأخذون لحمه ويستغلونه وشحومه وهكذا فإنهم يستخدمونه في أشياء كثيرة، ولهذا فإن الخنزير يمثل ثروة مهمة وكبيرة للاقتصاد في هذه الدول.
أحبتي الكرام، أنا لا أحب أن أخض الملحد بصراحة، ولا أحب أن أضربه بالضربة القاضية لأول وهلة، بل إني أحب أن يكون يقظا معي دوما ومنتعشا ومنتشيا حتى يُخرج أدرانه وأحقاده.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: ماذا عندك وماذا في جُعبتك؟
الملحد يجيب الدكتور قائلا: إن ربكم ليس عادلا.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: لماذا؟
الملحد يجيب فضيلة الدكتور قائلا: إذا كان هو يعلم أنَّ الخنزير على حَدِّ زَعْمِ المسلمين له مفاسد وله أضرار، فلماذا خلقه أصلا؟ أخلقه لكي يؤذي عباده وهو مصدر للثروة الحيوانية الكبيرة في العالم؟!
الخنزير لا يعيش إلا على كل شيء نتن
أحبتي الكرام، عندنا مجموعة نقاط نحب أن نوضحها، فقد خلق الله الخنزير على حالة من القذارة، والنتانة التي لا توصف في العالم؛ وذلك لأن الخنزير لا يعيش إلا على كل شيء نتن، ولو جئنا له بلحم طازج، وطيب يتعافاه ولا يحبه – سبحان الله – فهو لا يأكل إلا القذارة، والأستاذ الأساسي له الذي منه يتربى، وعليه يعيش هو أماكن تواجد القمامة في بلادنا، ولا يتكلف الشخص شيئا في إطعام تلك الخنازير.
الملحد يقاطع فضيلة الدكتور قائلا: ماذا تقصد من كلامك هذا فأنا لا أفهم؟!
فضيلة الدكتور يرد على الملحد قائلا: طالما أن الخنازير تعيش على هذا الأساس أي على القمامة، فإن الله تعالى قد حرمها وحرّم أكلها.
الملحد يقاطع فضيلة الدكتور قائلا: إذن فإن ربكم هذا يظلمنا هكذا.
فضيلة الدكتور يقول للملحد: لماذا تقول: إن الله ظلمنا؟
الملحد يرد قائلا: ما دام خلقها فلمَ حرمها؟
فضيلة الدكتور يرد على الملحد قائلا: لقد علمت شيئا يا صديقي الملحد، وغابت عنك أشياء.
أحبتي الكرام، ليس عندنا نص في القرآن – مثلا – فهو كتابنا، وأنا لا أتحدث عن التوراة أو الإنجيل، فأنا لم أحط بهما علما، وإنما أقول: ليس عندنا في القرآن يقول بأكل لحم الخنزير، بمعنى أن الله خلق الخنزير لمهمة تخليص الناس من النفايات والقاذورات؛ فالخنزير يؤدي وظيفة توازنية في الكون، وليس لنا أن نأكله، وليس مخلوقا لإطعام البشر، وعلى سبيل المثال؛ فالدهون التي تأتي من الخنزير وتصدر إلى بلادنا ما أكلها أحد إلا جاءته أمراض في قلبه وجرثومات متعددة في معدته لا تعالج، فلحم الخنزير خطير جدا، ومعي ما يقارب من الأربعين بحث تؤكد كلها خطورة لحم الخنزير، بما فيه من ديدان مختلفة الأنواع تؤذي الإنسان وتُعرض حياته للخطر، والله عز وجل لم يقل كلوا لحم الخنزير؛ فهؤلاء الناس يفترون على الله الكذب، وكلام الملحد الذي يقول فيه:
لماذا خلق الله شيئا ثم حرمه؟! وعلى هذا أقول: إن الله تعالى حرم الخنزير لحما ولم يُحرم الخنزير كوظيفة؛ فالخنزير كوظيفة يلم الأشياء الميتة والقبيحة فهو ينظف البيئة والمكان، ولكن من الذي قال لكم -أيها الملاحدة- إن الله تعالى خلق الخنزير لكي يؤكل؟! فهذا لم يحدث ولن يحدث أيضا، وإنما الناس يستخدمونه استخداما سيئا ويعيشون عليه ويأكلون منه، وحضارات بأكملها تقوم عليه في المحلات والمتاجر وغيرها، وهو موجود حتى في الشوكولاتة.
