هذان الاسمان ( المبدئ المعيد ) يختصان بعدة خواص
الأولى: أن المبدئ المعيد هو الموجود الذي يظهر الشيء من العدم إلى الوجود، وهو الخالق المنشئ الذي أنشأ الأشياء، وقدر وخلق، وحقق، واخترعها ابتداء من غير مثال سابق، والمعيد من الإعادة، وهي خلق الشيء بعد ما عدم.
الثانية: أن المبدئ هو المظهر للأكوان على غير مثال، الخالق للعوالم على نسق الكمال، والمعيد هو الذي يعيد الخلق للحساب، ويحشرهم، ويرفع عنهم الحجاب، ويجازي كل مخلوق بعمله، وقوله: ويحاسبه على نعمه وطوله .
الثالثة: أن المبدئ هو الذي بدأ الخلق، وابتدأه، وأظهر جميع الخلق من العدم إلى الوجود .
انعكاسات وتجليات الاسم على حياة المسلم :
اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله تعالى المبدئ المعيد، وآمنت به حق الإيمان فإنه يتحقق لك عدة فوائد:
الأولى: من تعرف على ربه المبدئ المعيد فإنه يكون دائم الترقب لرجاء ربه:
قال – تعالى -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم}[الزُّمَر:53].
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «قال الله إذا تقرب إلى العبد شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتانى مشيا أتيته هرولة» .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التى قبلها وزيادة ثلاثة أيام وذلك بأن الله قال من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها والصلوات كفارة لما بينهن لأن الله قال إن الحسنات يذهبن السيئات» .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من قال: لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه، وقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده يقول الله لا إله إلا أنا وحدى، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله: لا إله إلا أنا وحدى لا شريك لي، وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال الله: لا إله إلا أنا لى الملك ولي الحمد، وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال الله لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي، وكان يقول من قالها فى مرضه ثم مات لم تطعمه النار» .
الثانية: من تعرف على ربه المبدئ المعيد فإنه يكون دائم الاستغفار:
قال الله – تعالى -: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَار}[غافر:55].
وقال – تعالى -: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِين}[فُصِّلَت:6].
وقال – تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُم}[محمد:19].
وقال – تعالى -: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[النصر:3].
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أنْ تَقُولَ: اللَّـهُـمَّ أنْتَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ، وَأنَا عَلَـى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّـهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أنْتَ. قَالَ: وَمَنْ قَالَـهَا مِنَ النَّـهَارِ مُوقِناً بِـهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أنْ يُـمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الْـجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَـهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِـهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الْـجَنَّةِ» ( ).
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ لَـمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَـجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَـهُـمْ» .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّـهُـمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ، أنْتَ الْـمُقَدِّمُ وَأنْتَ الْـمُؤَخِّرُ، وَأنْتَ عَلَـى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّـهُـمَّ لَكَ أسْلَـمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ، أنْتَ الْـمُقَدِّمُ، وَأنْتَ الْـمُؤَخِّرُ، لا إلَـهَ إلا أنْتَ» .