فتوى : ماذا يحدث إذا تاب الإنسان فى سن متأخر مثلا فى سن الستين ولم يعش بعدها إلا سنة أو سنتين ولم يستطع أن يكمل ما فات؟

الرئيسية المقالات مقالات دينية

فتوى : ماذا يحدث إذا تاب الإنسان فى سن متأخر مثلا فى سن الستين ولم يعش بعدها إلا سنة أو سنتين ولم يستطع أن يكمل ما فات؟

فتوى : ماذا يحدث إذا تاب الإنسان فى سن متأخر مثلا فى سن الستين ولم يعش بعدها إلا سنة أو سنتين ولم يستطع أن يكمل ما فات؟
يتوقف هذا الأمر على مدى صدق توبته إلى ربه حتى لو تاب يوماً واحداً أو ساعة واحدة، ولم يستطع أن يستكمل ما فاته، ولذلك ما حالته عند الله تعالى عندما تاب؟
ويحكى أن رجلين كان أحدهما عاصيا مفرطاً فى المعاصي، والآخر: كان طائعاً مفرطاً في الطاعات يقيمان في بيت واحد؛ وكان المفرط في الطابق الأول والآخر في طابق أعلى؛ الذي يعصي الله تعالى قال: أنا تعبت من المعاصي فقد جئت جميع الملذات، والمنكرات، وسئمت منها سأصعد إلى هذا الذي يتعبد أعلى أرى الذي عنده لعل الله يفتح علي وعليه.. وهذا الذي يتعبد أعلى، ذهب إليه الشيطان، وقال له: أنت تعبت في الطاعة، وماذا حل بك؟ حالك هو نفس الحال وستموت كما أنت.. انزل إلى أخيك، ربما تجد ما ينشرح إليه صدرك في المعصية. فالذي أسفل عاص تاب توبة صادقة فكان يصعد السلم وهو يبكي، والذي كان أعلى كان يعبد الله تعالى على رياء ونفاق، ولم يكن مخلصاً في طاعته، بل كان صادقاً في المعصية، فهذا صاعد، لكي يتوب، وهذا نازل؛ لكي يعصى، وينحدر.. فماتا على السلم.. فالذي كان في الأسفل أيقظه ملك، والذي كان أعلى حبسه شيطان.. في آخر دقيقة.. ولما قبضا معا غفر الله للتائب وعذب الله الذي كان طائعاً ولم يختم له بالطاعة.
وهذا يذكرنا بالسحرة الذين آمنوا مع سيدنا موسى وهو إيمان لحظة في قوله تعالى: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}(طـه:73) أي إنا آمنا بربنا، وصدقنا رسوله، وعملنا بما جاء به؛ ليعفو ربنا عن ذنوبنا، وما أكرهتنا عليه من عمل السحر في معارضة موسى. والله خير لنا منك – يا فرعون- جزاء لمن أطاعه، وأبقى عذاباً لمن عصاه وخالف أمره.
وهو يستفززهم في قوله تعالى:{قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى}(طـه:71).
قال فرعون للسحرة: أصدقتم بموسى، واتبعتموه، وأقررتم له قبل أن آذن لكم بذلك؟ إن موسى لعظيمكم الذي علمكم السحر؛ فلذلك تبعتموه، فلأقطعن أيديكم، وأرجلكم مخالفاً بينها، يدا من جهة ورجلاً من الجهة الأخرى، ولأصلبنكم – بربط أجسادكم- على جذوع النخل، ولتعلمن أيها السحرة أينا: أنا أو رب موسى أشد عذاباً من الآخر، وأدوم له؟
{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}(طـه:72).
قال السحرة لفرعون: لن نفضلك، فنطيعك، ونتبع دينك، على ما جاءنا به موسى من البينات الدالة على صدقه، ووجوب متابعته، وطاعة ربه، ولن نفضل ربوبيتك المزعومة على ربوبية الله الذي خلقنا، فافعل ما أنت فاعل بنا، إنما سلطانك في هذه الحياة الدنيا، وما تفعله بنا، ما هو إلا عذاب منته بانتهائها.
وهكذا صحت توبتهم ، واشتروا النعيم الدائم في ظل الله تعالى وآثروه على نعيم الدنيا الفاني.

تصفح أيضا

الولي

الولي

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض