علاج الإعياء والجهد والضعف والغضب والعصبية وحدة اللسان

الرئيسية المقالات مقالات دينية

علاج الإعياء والجهد والضعف والغضب والعصبية وحدة اللسان


علاج الإعياء والجهد والضعف والغضب والعصبية وحدة اللسان
من المؤكد أنَّ الإنسان المُرهق من عمله في الحياة ويشتغل فوق طاقته، يُعينه الله على ذلك إن شاء الله، ولكن حالة الإعياء التي تُصيب من يعمل فوق طاقته سواء في المنزل أم في الحياة، رجل كان أو امرأة - مثلا- تجمع بين كونها عاملة موظفة، وبين كونها امرأة مسلمة تؤدي واجبات بيتها، وواجبات زوجها وأولادها، فمن المؤكد - إذن - أن تنتابها حالة من الإعياء والجهد.
فما علاج هذا الإعياء؟ وما علاج هذا الجهد؟ ولو تأملتم – أحبائي أعزكم الله وسلمكم الله - أنَّ السيدةَ فاطمة الزهراء - رضي الله تعالى عنها - اشتكت إلى أبيها حضرة النبي الكريم - صلوات ربي وسلامه عليه - على أنها غير قادرة على أن تؤدي أعمال المنزل كلها، وأنها كانت في حاجة إلى خادمٍ، فعلَّمها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم البديل عن الخادم.
كلمة (الخادم) يُقصد بها خادم أو خادمة؛ لأنه لا يصح أنَّ خادمًا ذَكَرًا سيجلس مع امرأة مسلمة تقية في بيت النبوة، فما البديل عن هذا الخادم؟
ليس بالضرورة أن يكون خادمًا، ومن مشاهدات الحياة – مثلا - من الممكن أن يكون هناك أناس ليس عندهم غسَّالة حتى الآن، ويحتاجون غسّالة؛ لكبر سنهم، ولا حرج؛ لأنهم يغسلون على أيديهم، ولا مشكلة في أناس تمشي في اليوم خمسة كيلو مترات أوستة كيلو مترات؛ لعدم توفر وسيلة مواصلات، أو لعدم وجود أموال معهم لدفع أجرة المواصلات، فيبقى – إذن – أن الإنسان تنتابه حالة من الجهد.
وهناك إنسانٌ آخر يأخذ مشوارًا طويلاً حتى يستقل سيارة أو حتى قطارا، وتأتيه حالة من الإعياء، أو من الممكن أن يكون هناك أناس يستلزم عليهم في حياتهم أو في عملهم أن يقفوا حوالي ثماني ساعات أو عشر ساعات؛ لأن طبيعة عملهم تقتضي ذلك؛ حيث يعمل شخص ما في مصنع أمام آلة أو جهاز، ونتيجة كل هذا أن تُصيبَ الإنسان حالةً من الإعياءِ، وحالةً من الجُهد، وغصبًا عنه يجب عليه أن يُكمل؛ لأن هذه هي رسالته، ويحب أن يجتهد فيها، ولكنه يحتاج إلى مُعينات، والسيدة فاطمة الزهراء -رضي الله تعالى عنها - كانت في حاجة إلى هذه المُعينات، وإذا تأملنا – مثلا - إنسانا يعمل ثلاث ورديات في اليوم فهو في حاجةٍ إلى هذه المُعينات، وهكذا الشخص الذي يركب خمس مواصلات؛ لكي يصل إلى مكان عمله يحتاج هو الآخر إلى مُعينات، والذي يحمل أشياء ثقيلة لا يقدر على حملها، يحملها وحده، وليس معه من يساعده إلا الله الملك الكبير القوي الجبار، هو الآخر في حاجة إلى مُعينات، وهذا كله جميل، وهذا كله طيب، لكن الأجمل أن ترى في السنة النبوية الشريفة بيانًا شافيًا لكلِّ ما يأتي على قلبك من هموم ومشاكل حتى التعب.
إنَّ القرآن الكريم يُركِّز دائمًا على نظرية اسمها نظرية الزيادة، وهذه النظرية معناها - سلمكم الله تعالى وأحبكم، وأعزكم وأذاقنا وإياكم حلاوة الإيمان - أنَّ الإنسانَ في حاجةٍ إلى أن يزداد قوة، يقول تعالى:{وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}[هود:52].
إنَّ القوة تزداد، وهذه نظرية إيمانية لِكُلِّ إنسانٍ يشعر بالتعب والإرهاق، وسنعطيه وصفة إيمانية ليزداد عنده الإيمان، يقول تعالى: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود:52]، ولكن السؤال هو: بماذا تزداد القوة، وكيف؟
الاستغفار من أهم أسباب علاج الإعياء والإجهاد:
الاستغفار من أهم الأشياء في علاج الإعياء والإجهاد؛ فمن هدي القرآن الكريم (الاستغفار)، ومن السنة أنَّ النبي الكريم استعاض بالسيدة فاطمة الزهراء - رضي الله تعالى - عنها ببرنامج للذِّكرِ بدلاً من الخادم، برنامج منظم، برنامج سهل، وهو أنَّ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم علمها: أنها عندما تأوي إلى فراشها تُسبِّح ثلاثًا وثلاثين تسبيحة، وتحمد ثلاثًا وثلاثين، وتُكبِّر ثلاثًا وثلاثين تكبيرة.
إنَّ هذا برنامج لمن يقدر عليه عند النوم - سلَّمَك الله - وبعد الصَّلاةِ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ، يُحيي ويُميت، وهو على كُلِّ شيءٍ قَديرٍ.
وهناك إنسان يقول: إنَّ هذا رقم كبير عليَّ (ثلاثًا وثلاثين)، ومثلها، ومثلها يعني مئة، هذا كبير عليَّ، فقال النبي الكريم - صلوات ربي وسلامه عليه - طبعا هذا علاج الإعياء، والنبي الكريم يتحدث بعد أن ذكرنا السيدة فاطمة - ذهب هذا الرجل إلى النبي الكريم يشكو إليه جهدا ومشقة والأحمال ثقيلة عليه؛ فعلمه النبي أن يقول هذا؛ كما علم السيدة فاطمة، يعني هذا كلام فيه خصوصية للسيدة فاطمة، وفيه عمومية لِكُلِّ الأُمَّة.

تصفح أيضا

الرزاق

الرزاق

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض