حديث في فضل السجود أثناء قراءة القرآن الكريم:
هل هو واجب أو مستحب؟ من باب التأدب أنك تسجد، وإن كان في الأصل فيه استحباب، أي أحدهم جالس يقرأ أو يحكي مع الناس، واستمع للشيخ وهو يقرأ آية فيها سجدة أي ما الذي يمنعك أي لو أنك خضعت لقيوم السماوات والأرض سجدت لله جميل جدَّاً، وأحدهم مشى واستمع شخصاً يقرأ القرآن حتى وصل إلى آية فيها سجدة ثم وقف في مكان لازم يقف في مكان وأومأ برأسه هذه استجابة لله، انفعال الجسد لخالقه هذا أمر طبيعي، هذا أمر جميل. لماذا ينبغي أن تسجد سجود التلاوة؟ .
وتقوم تهوي على الأرض تكبر، وتنزل وتقوم دون أن تسلم ولكنه يستحب التؤدة والاطمئنان عندما تؤدي سجدة التلاوة.
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه: "إذا قرأ المسلم السجدة، أي سورة فيها سجدة، فعلى سبيل المثال سورة الحج هناك سجدة في أولها، وسجدة في آخرها، وسورة الأعراف سجدة في آخرها، وسورة السجدة سجدة في نصفها الأول، وسورة النجم في آخرها سجدة، وفي سورة النمل سجدة.
المسلم عندما يأتي سورة أو آية فيها سجدة ماذا يفعل؟ يسجد أم يقول ليس عندي وقت أو أنا لست على وضوء، أجاز بعض العلماء لغير المتوضئ أن يسجد سجود التلاوة سماعاً إذا قرأ في المصحف لابد أن يسجد؛ لأنه في حالة عبادة وتعبد حتى لو كان يتعلم حتى لو كان قاعداً، يحفظ ويتعلم يسجد، ولكنه مثلا لو يقرأ سورة الإسراء وأتى على السجدة عشرين مرة؛ لأنه يحفظ اللوح يكفي له أن يسجد مرة أو مرتين لكن الذي يسمع أو كان في الشارع واستمع إلى سجدة وليس متوضأ فلا حرج أن يسجد إيماءه لا تضيع على نفسك فرصة أن تكون من القانتين، وأن تكون من الخاشعين وأن تكون من الساجدين لله رب العالمين. لماذا؟ لماذا مهمة جدَّاً هل تعرفون لماذا؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ: يَا وَيْلِي - أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ ".
اعتزل فر هارباً كما يفر عند الآذان، وله صراخ أي له عويل لا يتحمل أن يرى ساجداً أمامه؛ ولذلك يفرح جدَّاً بهؤلاء الذين لا يسجدون ولا يذكرون سأذكر كلاماً يبدو صعباً عليك، أن الشيطان يتخذ الإنسان غير الذاكر وغير المصلى "مبولة" ويتبول في أذنيه ويبول عليه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام.
"إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان" اعتزل يبكي لماذا يبكي الشيطان، وكيف يبكي الشيطان؛ لأن هذه اللحظة لحظة شريفة استطاع أن يكون فيها المسلم أواباً أن يكون منيباً في اللحظة التي تغطرس فيها كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة:34) .
يتحدى ربنا سبحانه وتعالى، يتحدى خالق الكون، ففي قوله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِى كَرَّمْتَ عَلَى لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً} (الإسراء:62) .
فأنت الآن لن يعرف يحتنكنك؛ لأنك خرجت من عصمته، خرجت من حاشيته، خرجت من عسكره، من حشمه، فعلت ماذا؟ سجدت، خالفته، خالفت اللعين، فعندما خالفت اللعين اعتزل، وأخذ يبكي ويقول: يا ويلي، أي يا ويلي لأنني (بارزت) الرحمن في حين أن هذا الرجل الصالح وهذه المرأة الصالحة هؤلاء ساجدون لله رب العالمين.