بمايختص اسم الله الغفور ؟

الرئيسية المقالات مقالات دينية

بمايختص اسم الله الغفور ؟

بمايختص اسم الله الغفور ؟
يختص اسم الله الغفور بعدة خواص:
الأولى: أن الغفور هو الذي يكثر من الستر على المذنبين من عباده، ويزيد عفوه على مؤاخذته .
الثانية: أن الغفور هو تام الغفران كامله حتى يبلغ أقصى درجات المغفرة .
الثالثة: أن الغفور هو كثير الغفران يغفر الصغائر والكبائر من العصيان.
انعكاسات وتجليات الاسم على حياة المسلم :
اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله تعالى الغفور، وآمنت به حق الإيمان فإنه يتحقق لك عدة فوائد:
الأولى: يجعله الله تعالى من الممدوحين :
قال – تعالى -: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَار}[آل عمران:17].
الثانية: يجعل المسلم مطمئنًّا إلى ربه :
قال – تعالى -: { وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[المزَّمل:20].
وقال – تعالى - : {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}[النساء:110].
وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً "
وبالنظر إلى هذا الحديث نجد أنه يحقق للمسلم الأمور الجليلة الآتية:
أولها: الدعاء مع الرجاء، حيث إن الدعاء مأثور به موعود عليه الإجابة، كما قال – تعالى -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين}[غافر:60].
فالدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه، وانتفاء موانعه، وقد تتحقق الإجابة لانتفاء بعض شروطه أو لوجود بعض موانعه، ومن أعظم شرائطه حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، فمن أعظم أسباب المغفرة أن العبد إذا أذنب ذنبًا لم يرج مغفرته من غير ربه، ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره فقوله: «إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي» يعني: على كثرة ذنوبك، وخطاياك، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره .
فعن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء».
فالله – تعالى – غفور، وإن عظمت ذنوب العباد، فمغفرته أعظم منها كما قال الإمام الشافعي رضي الله عند موته:
ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ثانيها: تعود المسلم على كثرة الاستغفار حتى ولو بلغت الذنوب من الكثرة عنان السماء، وعظمت فعندما يستغفر المسلم الله تعالى يغفرها له .
روي عن لقمان أنه قال لابنه: يا بني عود لسانك اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلًا .
وقال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.
ثالثها: أن التوحيد، وهو عظم الأمور وأجلها، وعماد الدين من فقده حرم المغفرة، ومن أتى به فقد أتى بأعظم أسبابها .
قال – تعالى - :{إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 48- 116].
قال ابن القيم – ر حمه الله – في معنى قوله: « يا ابن آدم لو أتيتني بقراب ويعفى لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا يعفى لمن ليس كذلك ؛ فلو لقي الموحد الذي لم يشرك بالله شيئا ألبتة ربه بقراب الأرض خطايا؛ أتاه بقرابها مغفرة، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده ؛ فإن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب ؛ لأنه يتضمن من محبة الله وإجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه وحده ما يوجب غسل الذنوب ولو كانت قراب الأرض ؛ فالنجاسة عارضة، والدافع لها قوي ... ".
ومعنى: (قراب الأرض): ملؤها، أو ما يقارب ذلك، ولكن هذا مع قدر الله ومشيئته – عز وجل – فإن شاء غفر بفضله ورحمته، وإن شاء عذبه بعدله وحكمته، وهو الغفور المحمود على كل حال.
ولتعلم أخي المسلم أن المسلم الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار، ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار، فإن كمل توحيد العبد، وإخلاصه لله فيه وقام بشروطه كلها بقلبه، ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت، وتعلق باسمه الغفور، أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها، ومنعه من دخول النار.
ومن تحقق بكلمة التوحيد شمله نور المغفرة، وأخرجته من كل ما سوى الله محبة وتعظيمًا، وإجلالًا، ومهابة وخشية، ورجاء وتوكلًا، وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها، ولو كانت مثل زبد البحر، وربما قلبتها حسنات .
عن ‏ ‏أبي ذر ‏ ‏قال ‏قال رسول الله -‏ ‏صلى الله عليه وسلم -‏: « ‏إن الله تبارك وتعالى يقول: ‏يا عبادي كلكم مذنب إلا من عافيت، فسلوني المغفرة فأغفر لكم ومن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة، فاستغفرني بقدرتي غفرت له وكلكم ضال إلا من هديت فسلوني الهدى أهدكم وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم ولو أن حيكم وميتكم وأولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فكانوا على قلب أتقى عبد من عبادي لم يزد في ملكي جناح بعوضة ولو اجتمعوا فكانوا على قلب أشقى عبد من عبادي لم ينقص من ملكي جناح بعوضة ولو أن حيكم وميتكم وأولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسأل كل سائل منهم ما بلغت أمنيته ما نقص من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بشفة البحر؛ فغمس فيها إبرة ثم نزعها ذلك بأني جواد ماجد عطائي كلام إذا أردت شيئًا، فإنما أقول له كن فيكون ‏» .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه عز وجل، قال: «أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللَّهُمَّ اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد، فأذنب، فقال: أَيْ رَبِّ، اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد، فأذنب، فقال: أَيْ رَبِّ، اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئتَ، فقد غفرتُ لكَ».

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض