الملاحدة
يقرؤون ما يحلو لهم
أحبابي الكرام، هي نفس القضية شخص معه نظارة،
ويتعمَّد أن يرى بعينٍ ويترك العين الأخرى، يرى نصف الحقيقة ويتغافل عن النصف
الآخر، إنه شيء عجيب جدا بمعنى أن الملاحدة يقرؤون ما يحلو لهم أن يقرؤوه، ويقومون
بالانتقاء من النصوص القرآنية ما يخدم أغراضهم ومأربهم، وللعلم فإنَّ هذا منهج
الملاحدة منذ أن بدأت أُناظرهم قبل أربع أو خمس سنوات، وهذا هو منهجهم الذي يتمثل
في انتزاع الكلمات من السياق بغرض خدمة هدف معين في عقولهم حتى ولو كان كذبًا
وإحداث ضجة وعويل.
يقول تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ
غِلْظَةً} [التوبة: 123]، من هم؟ وتلك الغلظة تكون على من؟ أحبابي الكرام، إن تلك
الغلظة ستكون على أولئك الذين يهجمون عليكم، الذين يغدرون بكم، الذين يسبون
نساءكم، فهل من العقل ان يدخل عليَّ شخص ما ومعه سيوف مثلا ونبال أو مسدسات ويريد
أن يقتلني وأن يغتصب زورجتي وأن يأخذ بناتي ثم أقابله بالأحضان وأبش في وجهه؟! من
يقول هذا؟! فقوله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123]، أي:
استماتة، استماتة في الدفاع عن الإسلام.
صديقي الملحد بما أنك تسألني في القرآن
وتختبرني، اسمح لي أن أختبرك، ما رأيك في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ
حَوْلِكَ } [آل عمران: 159]، فقال: لي اتركني أفكر، ومن حقه أن يفكر، ومن حقي أن
أعطيه الوقت اللازم؛ كي يفكر هو الآن يفكر يفتش في دفاتره سوف أرجع له مرة أخرى،
وصلت إلى ماذا يا عزيزي؟
قال لي: وصلت إلى أشياء حسنة جميلة وسأعطيك
- الآن - ضربة قاضية لن تفيق منها العمر كله، قلت له: خيرا، فقال: الآية تقول: {فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} يعني: لنت للمسلمين، لنت للمسلمين وليس
للكافرين، قلت له: ما دليلك؟ فسكت.
قلت
له: النصوص، النصوص يا عزيزي، لا تُؤول إلا بقرينة؛ فهل تعرف عكرمة بن أبي جهل؟
عكرمة كان كافرا، وكان من الضالعين ضد الإسلام، هل تعرفه؟ قال: طبعا، ومن لا
يعرفه؟ قلت له: هل تعرف والده؟ قال نعم، أبو جهل، قلت له: ألا تعرف أن عكرمة هذا
كان يسير على نهج والده بنفس الحال والمقام، قال: بلى، قلت له: فإن عكرمة يوم أن
فكر أن يسلم وكان كافرا - وحتى هذه اللحظة لا زال كافرا - فعلم النبي صلى الله
عليه وسلم من زوجته أم حكيم أن عكرمة سيأتي مسلما، فأتي عكرمة، فقال النبي لأصحابه
صلى الله عليه وسلم: سيأتي إليكم، انظر إلى التربية الإيمانية، ليتك تعرف ما
الإسلام؟
نعم التربية الإيمانية في ترقيق المشاعر في
إذابة الخلافات في البعد عن الضغائن في عدم توريث الأحقاد، أنا أتكلّم بكل أعصابي،
والله ليس هناك كلمة من كلامي زيادة أقسم بالله كلامي كله في الصميم، عكرمة لا زال
كافرا، عكرمة هذا عمل ضد الإسلام أفعالا شنيعة تحتاج أياما كي نذكرها: غدر وسفك دم
وتهجير للمسلمين وتقطيع لأوصال الصحابة المعذبين، قل ما شئت.