المرتدون
عن الإسلام بأفعال المسلمين
أحبابي الكرام، إنني سأقوم بإلقاء حجر كبير
جدا في الماء الراكد، إن كثيرا ممن يرتدون عن الإسلام لا يرتدون عن الإسلام، لا،
وإنما يرتدون عن أفعال المسلمين، وإني سأطبق عليك أنت على حضرتك، ما الذي دفعك إلى
ترك الإسلام؟ فقال: أفعال المسلمين، ثم أولتها، ثم فهمتها على أن الإسلام هو الذي
زَرَعَ فيهم العَدَاوَةَ والبغضاء والعُنف والشدة.
أحبابي الكرام، أسأل الملحد مرة ثانية
وثالثة - معلومة مهمة وجديدة اكتبوها على صحيفة قلوبكم البيضاء اكتبوها في
الإنترنت في الفيسبوك أسمعوا بها العالم كله – أقول للملحد: إنَّ حالات المرتدين
عن الإسلام ليسوا مرتدين عن الإسلام كدين، لا، وإنما هم مرتدون على أفعال
المسلمين، وكل هذه الأوراق التي معي عبارة عن شهادات من الملاحدة عمَّا شاهدوه من
فزع، وتفزيع من الدواعش وغيرهم، وهو الذي جعلهم يرتدون عن الإسلام، ليس بسبب
الإسلام، وإنما بسبب ارتدوا بسبب أفعال المسلمين، وسأقدّم لكم أيها الملاحدة مثالا
بسيطًا:
مثال
على ارتداد رجل أسترالي عن الإسلام
ذات مرة ذهب رجل أسترالي - وكان كافرا على
غير الإسلام - إلى شيخ في مركز إسلامي في سدنين، وقد كانت هذه الواقعة قبل عشرين
سنة، وحاولت أن أنساها فلم أتمكن؛ لأنها مُرَّة، وقد دَخَلَ الرَّجلُ الأسترالي
على شَيْخٍ عَربيٍ أو شاب عربي يلبس لبس المسلمين، وجلس في المركز الإسلامي، وقال
له: أنا أحب أن أدخل الإسلام - اسمعوا يا سادة الحوار بالضبط - فقال له الشيخ:
أتحب عندما تسرق أن تُقطع يدك هذا هو الإسلام؟ أتحب عندما تزني أن تُجلد أو تُرجم
هذا هو الإسلام؟ أتحب أنك إذا قتلت أن تُقتل هذا هو الإسلام؟ أتحب أنك إن شربت
الخمر وضُبطت متلبسا أن تُجلد في ميدان عام هذا هو الإسلام؟
فقال له الرجل: أهذا هو الإسلام؟ فقال له
الشيخ: نعم هذا هو الإسلام، فخرج الرجل الأسترالي من الإسلام، يعني خرج من الإسلام
قبل أن يدخل فيه.
دعني أسألك سؤالا صديقي الملحد، هل هذا
الرجل الأسترالي مرتد عن الإسلام؟ إن هذا الرجل لم يكن مرتدا عن الإسلام بسبب
الإسلام؛ لأنه من الأساس لم يدخل بعد في الإسلام، ولا يعرف الإسلام بعد، وإنما هو
قد ارتدّ عن الإسلام بسبب أفعال المسلمين، وكما قلت مسبقا ليست أفعال العباد بحجة
على خالق العباد وليست أخطاء العباد بحجة على خالق العباد، ومن العبث أن نلوم الله
تعالى على أخطاء البشر.
أحبابي الكرام، إن الإسلام في براءة مما
يفعلون باسمه؛ لأنَّ الإسلامَ نقي، أما نحن فلسنا أنقياء، ولأنَّ الإسلام جوهرة
بيضاء، أما نحن معشر المسلمين فقلوبنا سوداء؛ لأنَّ الإسلامَ أبيض، ناصع البياض،
أمَّا أعمالنا ومشاكلنا في حياتنا، فهي التي جعلت الناس تكره الإسلام، وتحدث نوعا
من الذبذبة عند الناس، فيبتعدون عن الإسلام بسبب سلوكيات، وأفعال خاطئة ارتكبها من
لا يفهم الإسلام.
وها
هي الأخت الكريمة المتذبذبة، تقول لي: كيف لي أن أكون مسلمة وأنا أشاهد كل هذه
القسوة والوحشية التي يفعلها المسلمون؟
أحبابي الكرام، تلك الأفعال الوحشية والقسوة
ليست من الإسلام في شيء، فالإسلام دين التسامح والمغفرة، وإنما هي من فعل أناس لا
يفقهون الإسلام وينتسبون كذبا تحت راية الإسلانم من أجل تشويه صورة الإسلام في
العالم أجمع، ولا يجرؤ أحد أن يتهم الله، حتى إن اتهموا الله -تبارك وتعالى- من
باب الصفاقة والوقاحة وقلّة الأدب مع الله، ولكن بصراحة لأول مرة في حياتي أفجر
هذه القنبلة، ما رأيك عزيزي الملحد أنني سأقدّم لك الطرف الآخر؟ قال لي: تفضل، قلت
له: ماذا إن كان الذين دخلوا في الإسلام دخلوا فيه من باب حُبّ أفعالِ المسلمين؟
ومن
الممكن أن يكون هذا المسلم أصلا لا يعرف قرآنا، ولا سنة، ويكون أعجميا مثلا لا
يفهم العربية كأن يكون شخصا إفريقيا يتكلم اللغة السواحلية مثلا، أو أن يكون شخصا
هنديا يرطم بالهندية، ورغم هذا فقد دخل في الإسلام، فلماذا عندما شاهد أفعال
المسلمين الطيبة السوية اقتنع بها، واقتنع بأفكارهم فدخل في الإسلام دون أن يقرأ
شيئًا لا عن الله، ولا عن رسول الله، ولا عن الإسلام عامة؟! ما رأيك في هذا؟!
فهل يكون دخوله في الإسلام من باب أفعالِ
المسلمين؟! ولو حدث هذا فهل يجوز؟ هل يصح عقلا وشرعا؟!