بسم الله الرحمن الرحيم
سنتعرف بإذن الله تعالى في هذا المقال عن فضل الغرس والزرع
من كتاب المزارعة عند الإمام البخاري باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌ]
هذا الحديث مهم جدا في أهمية الزراعة في المجتمع المسلم
الزراعة هي اكتفاء ذاتي فلو أن عندنا القمح الذي يكفينا السنة كلها ما احتاجنا إلى أوكرانيا أو البرازيل
عندنا في بلادنا مساحات زراعية شاسعة فارغة لم تستغل خاصة في صعيد مصر الطاهر
كنت مسافرا لكي أوزع البطاطين والوجبات الرمضانية وجدت آلاف الأفدنة المنبسطة ولو حفرنا آبار المياه لتحولت إلى جنة
عندما كنت مسافرا في خطبة جمعة بين الأقصر وسوهاج وجدت آلا ف الأراضي ونستطيع أن نعتمد على أنفسنا في كل شيء
مشكلة المياه من السهل التغلب عليها إذا كانت عندنا عزيمة الزراعة
ما الذي يدفعنا إلى أن نستورد كل شيء ونحن قادرون بفضل الله تعالى أن نصنع كل شيء؟
الحديث الذي معنا يعد بابا مهما جدا ليس فقط في باب الزراعة ولكن في باب أن الإنسان يكون نافعا في المجتمع؟
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا
الزرع والغرس واجبان على كل مسلم
عندما يزرع الزرع أو يغرس الغرس هناك شرط لكي تعم به الفائدة
قد يزرع الإنسان حنظلا ليس له قيمة ولن يأكل منه أحد شيئا
[مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌ]
الترتيب هنا عجيب جدا لأنه لم يبدأ بالإنسان وإنما بدأ بالطير
الطير تغدو خماصا وتعود بطانا
الطير أحوج إلى الزرع والثمار من الإنسان
انتفاع الطيور مقدمة على انتفاع الإنسان يثمرات الأرض والخضروات والفواكه
النحلة مملكة عظيمة جدا تعيش على المزارع وحبة البركة والموالح
لو لم تكن هذه المزارع موجودة لم نستطع أن نأتي بعسل النحل الشهي
"أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)" النمل
يَعْدِلُونَ: يعني يشركون ويعدلون عن الحق
الغرس والزرع يخرج النبات والنبات يخرج الخضروات
[مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌ]
البهيمة حياتها كلها مربوطة بالنباتات والخضروات واللبن يأتي من ضروعها بما أكلت
إلا كان لهُ بهِ صَدقَةٌ
في برنامج خبر وتعليق ذكرت لكم زراعة سبعين ألف شجرة في جنوب سيناء
وأناشد السادة المحافظين ومعالي رئيس الوزراء وفخامة السيد رئيس الجمهورية أن نستغيل المساحات الشاسعة في بلادنا في الزراعة حتى لو زرعنها الجرجير والكرافس
أن تحول أرضا سابخة أو أرضا قحطاء إلى أرض منتجة هذا واجب شرعي عليك
لما تولى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الخلافة كانت الثروة الزراعية في البلاد الإسلامية صفرا لأن الدولة أيامها كانت تفرض إتاوات على كل فلاح
كان الفلاح يستدين لكي يعطي للدولة فترتب على هذا أن الفلاحين تركوا الأراضي حتى بارت
لما تولى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الخليفة الراشد أعلن أن كل من أصلح أرضا فهي له
خلال سنة واحدة لم يبق في العالم الإسلامي كله شبرا إلا قد زرع
تلك رسالة أوجهها إلى القيادة السياسية في بلادنا
التجربة العمرية ستحدث في كل البلاد العربية نهضة عظيمة جدا
أين السعودية الحبيبة عندما استطاعت أن تزرع القمح وأن تغطي نفسها وأن تصدر القمح إلى مصر؟ ما الذي أوقف زراعة القمح السعودي الجميل؟