بسم الله الرحمن الرحيم

حديث أبي هريرة الذي ورد في صحيح الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله»

 أخرجه البخاري في باب السفر قطعة من العذاب.

اسمحوا لي إخوتي وأخواتي وأحبتي، أن أعيد الحديث عليكم مرة ثانية. باب السفر قطعة من العذاب واستحباب تعجيل المسافر إلى أهله بعد قضاء شغله

حديث أبي هريرة الذي ورد في صحيح الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله».

رغم تقدم أساليب السفر الآن بالطائرات والسيارات والأتوبيسات ورغم هذا يبقى السفر لمسافات طويلة إجهادًا للإنسان كبيرًا

حتى لو كان في صاروخ وليس في طائرة، أو في سيارة، لأن السفر كما أوضح النبي لك، يجعلك تغير نظام حياتك اليومية

 يعني واحد مسافر مثلًا أحسن حاجة رايح يعمل عمرة، هايطلع من بيته صباحًا، هايوصل السعودية ليلًا، تمام، يبقى غير نظام الحياة، في الطعام، في الشراب، في النوم، في الراحة، في كذا

لماذا قطعة من العذاب؟ لأن الإنسان في السفر يتحمل مهامًا صعبة عليه لا يقدر عليها في الأمور العادية، يعني يحمل حقائب، يعني يساعد غيره، يعني يحمل عن غيره

يعني جانب التحمل في السفر جانب عظيم جدًّا، من آداب الإسلام، وآداب الإيمان، السفر قطعة من العذاب، إلا إذا كان فيه رفقة صالحة

والإنسان يتعذب عندما يسافر لدولة لا يتكلم بلغتها عندما سافرت إلى ألمانيا السفرية الأخيرة

 نزلت في مطار غير المطار الذي كنت حجزت فيه، وليس معي لغة ألمانية، والألمان لا يجيبون على أحد إلا بلغتهم، فتكلمت بالإنجليزية فلم يفهموني، ولكنهم أحسوا بي

أحسوا أني تائه ومتورط في مكان لا أعرفه، فظلوا يبحثون لي عن واحد عربي، فأتوا برجل مغربي محترم، من الشباب الصالحين، حتى أوصلني إلى أقرب مكان أستطيع أن أتصرف فيه

 والتقيت بالأحباب الذين كانوا ينتظروني ولله الحمد، أنا كنت في عذاب، السفر عذاب، لكن الذي يخفف عنك العذاب، أن الله تعالى يهيئ لك رفقة صالحة، أو يعينك على أن تصل إلى مكانك الذي أردته.

السفر قطعة من العذاب لأنك لا تستريح لا تنام النوم الكفاية، ولا تنتظم في الطعام، ولا في الشراب

 ولا حتى ساعات الإنسان يريد أن يقضي حاجته في الحمام فلا يجد حمامًا يساعده على أن يغيث نفسه

السفر قطعة من العذاب، لأنك تتحمل طاقة احتياطية فوق الطاقة التي عندك ولا بد أن تتحمل، ربما تقف في طابور طويل، تنتظر الحصول على التذكرة، أو ختم ضابط الجوازات، وأنت مرهق ومعك زوجتك الحامل، أو أمك المريضة، وهكذا.

السفر قطعة من العذاب لأن فيه مصاريف مادية أكثر من المصاريف العادية، وهذا يعد عذابًا للإنسان من حيث الناحية المادية قبل الناحية المعنوية.

السفر قطعة من العذاب لأن الإنسان لا بد أن يتغير لكي يتكيف مع المكان الجديد، الذي ذهب إليه خاصة في تغير الظروف المناخية من دولة إلى دولة ومن قارة إلى قارة، ومن مكان إلى مكان.