البيان النبوي (189)

لعل الشيطان ينزع في يده

فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم

عن أبي هريرة ، عن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: " لا يُشِيرُ أحَدُكُمْ علَى أخِيهِ بالسِّلاحِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ " وهذا الحديث امتداد للحديث السابق

هذه الأحاديث كلها تدور في فلك واحد وهو "من حمل علينا السلام فليس منا"

ناديت على عامل عندنا في القناة أن أحضر لي سكينا فأحضر السكين وقدمها إلي هكذا دون أن يدري أن هذا حرام

هذا حمل السلام بجهل وهو معذور ومن حمل علينا السلاح من الإرهابيين لأنهم يريدون قتل المسلمين ويكفر الأمة والحكام والمحكومين ومن خرج لكي يقتل الناس فليس منا فهذه الجرائم الإسلام بريء منها تماما

حمل السلام لمن لا يدري حرام وينبغي أن يتعلم الأدب مع الله ومع الناس

حمل السلاح بعد أن كفر الناس ولا يميز بين بر ولا فجر فهؤلاء حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام

والنبي صلى الله عليه وسلم منع الناس أن يمروا في السوق بآلة حادة

لا يُشِيرُ أحَدُكُمْ: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مجرد الإشارة بالسلاح

والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر: لا يُشِيرُ أحَدُكُمْ علَى أخِيهِ بالسِّلاحِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ

الشيطان ربما يوقع الإنسان في خطر دون أن يكون متحسبا إياه

ما بالك لو كان مع الإنسان السلاح؟

الشريعة الإسلامية تراعي مشاعر الناس وأحاسيس الناس وتفاوت الناس في الخوف ومراعاة الجانب النفسي والاجتماعي والقصدي مسألة شرعية مهمة وأساسية

لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ: يعني قع في معصية كبيرة وهي قتل النفس بغير حق

يقول ابن حجر: فيقع في معصية تقضي به إلى أن يقع في حفرة من النار يوم القيامة وفي النهي عما يفضي إلى المحظور أكان هذا بالجد أو بالهزل