البيان النبوي (187)

أنتم خير أهل الأرض

فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال

من باب بيان بيعة الرضوان تحت الشجرة  فعن جابر بن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ:  أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ وَكُنَّا أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةٍ، وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ اليَوْمَ ، لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ الشَّجَرَةِ"

الحديث فيه ملمح أن الراوي جابر بن عبد الله بن حرام رضي الله عنهما فقد بصره في آخر عمره  يقول:  " وَلَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ اليَوْمَ ، لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ الشَّجَرَةِ "

لا مشكلة في مكان الشجرة

أنا شخصيا ذهبت إلى مكان الحديبية في مكان يعرف الآن ببوابة الشميسي في مكة المكرمة ورأيت المكان الذي كان فيه المعسكر في حضن الجبل 

والدولة الوهابية رأت أن كل شيء أثر في السعودية ينبغي إزالته فأزالوا كل ما هو من الآثار النبوية التي يتمسح الناس بها

لن أعقب على هذا الكلام ولنا تعقيبات كثيرة عليه

مما أزالته الدولة الوهابية السلفية هذه الشجرة لاعتقادهم أن الناس يتبركون بها رغم أن وجود الشجرة كان مهما جدا لإثبات إعجاز القرآن الكريم وحضوره وكان ينبغي أن تبقى الشجرة باقية حتى لو كانت ناشفة إلى يومنا هذا وكون الناس تبركوا بهذه الشجرة فهذه غفلة من النظام وكان ينبغي جعل حرس أو تحويطة عليها

هذا من وجهة نظري خطر كبير وقعوا فيه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أنا شخصيا تمنيت أن أرى الشجرة لأنها ستعيد إلى ذاكرتك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هنا وأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا هنا وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم هنا والصحابة رضي الله عنهم كانوا ألفا وأربع مائة وخمسين وهم أعلام الإسلام

الإسلام زاد وزاد حتى وصل في العام السادس إلى ألف وأربع مائة وخمسين وفي العام الثامن زادوا وفي العام العاشر أصبحوا مائة ألفا

يعني الألف وأربع مائة وخمسون هم عمود الإسلام وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنتم خير أهل الأرض

ولكن هل هم خير أهل الأرض أيامها؟ أم خير أهل الأرض إلى قيام الساعة؟

هم خير أهل الأرض أيامها و خير أهل الأرض إلى قيام الساعة

اسمهم أصحاب البيعة ولم يشذ منهم أحد إلا رجل منافق لم يحضر هذه البيعة

{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (18)" الفتح

"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} الأحزاب