أفعال
العباد ليست حجّة على خالق العباد
أحبابي الكرام، سأبقى العمر كله حتى أموت
أقول هذه الكلمة: أفعال العباد ليست حجة على خالق العباد، أفعال البشر ليست حجة
على خالق البشر، وأخطاء البشر تُنسب إلى البشر وليس إلى خالق البشر، جل جلالك يا
الله.
دعوني أرد على هذه النقاط التي أثارتها هذه
الأخت التي كانت مؤمنة والواضح من كلامها أن إيمانها بالله تعالى أصبح مهزوزا،
وليس لي أن أدافع أبدا عن هذه التنظيمات؛ فهي تنظيمات آثمة، وتقع في جرائم عظيمة
باسم الدين والإسلام لا يعرف تصرفاتهم؛ فتصرفاتهم كلها عشوائية.
الإرهاب
في العالم لا يُنسب إلى الإسلام
قالت لي: ولكن الأفعال التي يفعلونها أساءت إلى
الإسلام، وجعلت المسلمين في كل أنحاء العالم يُهانون، ويعذبون على هذه الخلفية،
وهي خلفية أن هناك جماعات مسلحة تفعل هذا باسم الدين - هذا كلامها - وقد انتهى
كلامها وأرد وأقول: إنَّ تاريخ الإرهاب في العالم لا يُنسب إلى الإسلام، وإنما
يُنسب إلى من فعلوه أمريكا - معذرة إني أتكلم عنها كثيرا؛ لأن الناس ينظرون عليها
على أنها جنة الله تعالى في الأرض - أمريكا ظلت قرنا كاملا، وأرجو أن تركزوا معي
جيدا في أنَّ أمريكا ظلت قرنا كاملا في بداية عهدها تصطاد البشر من إفريقيا على
سواحل المحيط يأخذون الأفارقة جنوب إفريقيا من السنغال من مالي من موريتانيا من
هذه البلاد ويهجمون عليهم ليلا ويحيطون بهم ويلقون بالشباك عليهم كأنهم حيوانات ثم
يصطادون هؤلاء ويأخذونهم مربوطين مقيدين حتى يُجبرونهم على ركوب السفينة، وتأخذهم
إلى أرض الأحلام، وهم جوعى وهم عرايا وهم مكدسون.
ماذا كان يحدث يا عزيزتي؟ أجيبنا أنتِ– معذرة –
فقالت: كان يموت نصفهم في الطريق، والنصف الآخر كانوا يجبرونهم على الإيمان
بالمسيحية، وتعميدهم بالصلبان أو أن يحرقوا بالنار، تكلم يا تاريخ نصف السفينة
الآخر، ماذا كانوا يفعلون؟ فقالت: كانوا يعمَّدون في الكنائس، تُدق لهم الصلبان،
وماذا بعد؟
فقالت: يذهبون عبيدا عند السادة، هل كانوا
يعملون بأجر؟ قالت: لا، هل كانت لهم مساكن؟ قالت: لا، هل كانت لهم حرية؟ قالت: لا،
هل كانت لهم خصوصية؟ قالت: لا.
أحبابي الكرام، إنها ذكريات سيئة غير مشرفة،
وغير مشرقة هذه الديموقراطية في العالم، حضارة أمريكا أُقيمت على دماء الأفارقة
السود - معذرة في التعبير إن كانوا سودا فإن قلوبهم بيضاء، وعلى هذا فإن الوحشية
عند البشر جزء من عقول ضالة من عقول معذبة من عقول لا تعرف السماحة سأسالكِ سؤالا
وأنتِ مثقفة كما قلتِ في الرسالة:
المسلمون عندما دخلوا أوروبا، كم طفلا
ذبحوا؟ قالت: لم يحدث، كم امرأة اغتصبوها؟ لم يحدث، كم شابا أعدموه؟ لم يحدث، إن
المسلمين لم ينشروا إلا السلام، ذهبوا إلى معاقل أوروبا، ودخلوها وظلوا في أوروبا
ثمانية قرون عزيزتي، ثم أُخرجوا منها، لن أسألكِ، ولن أسأل نفسي، ولن أقلب الجراح
على نفسي:
لماذا أُخرجنا من الأندلس، أو من أوروبا
التي كانت الأرض أرضنا، ولا زالت إيطاليا كما رأيت بنفسي، وفرنسا كما رأيت بنفسي،
وإسبانيا لا زالت الآثار الإسلامية في صقلية وفي قرطبة، وفي كل مكان هناك تقول:
هذه أرضنا.