الأغذية العلاجية: "الأطعمة الشفائية"

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الأغذية العلاجية: "الأطعمة الشفائية"

الأغذية العلاجية: "الأطعمة الشفائية"
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عِشتُم معنا الدرس السابقَ، وتكلمنا فيه بفضل الله تبارك وتعالى عن جانبٍ مهم وهو "الأغذية العلاجية"، اليومَ نُطوِّر الموضوع إلى "الأطعمة الشفائية"، ونقصد بذلك الطعام الذي يتعافى به الإنسان، أي: إن الإنسان إذا أكل هذا الطعام فإنه يشعر بالعافية والانتِشاء والتَّقَوِّي، سنأخذ في محاضرة اليوم بعضًا من هذه الأطعمة التي حرص النبيُّ صلى الله عليه وسلم عليها، ومنها البطيخ.
روى أبو داود في كتاب الأطعمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرُّطَب حتى أبو داود نفسه رحمه الله لمَّا سمَّى هذا الباب أطلقَ عليه "بَابٌ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ لَوْنَيْنِ فِي الْأَكْلِ" يعني: مثلا واحد يضع الجبن على الطماطم، أو الجبن على البطيخ أو الجبن على الفول أو القشدة على الفول هذا المعنى في هذا الباب، وهكذا الناس الأساتذة في الأكل.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرطب، أي: إنه صلى الله عليه وسلم يأتي بالاثنين معًا (البطيخ والرُّطب) ويجمعهما معًا؛ البطيخ فيه فائدة عظيمة جدًّا، والرطب ــــ بسم الله ما شاء الله ـــ شفاء ودواء وغذاء.
إن الناس الذين يعيشون في المجتمعات الحارة لا بد أن يأكلوا هذه الأشياء، البطيخ والرطب والمأكولات التي بها ماء عامة فهي تُقَوِّي الناس ولا تُصِيبُ الإنسانَ بالجفاف، فهذا مهمٌ جدًّا.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ فَيَقُولُ: نَكْسِرُ حَرَّ هَذَا بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدَ هَذَا بِحَرِّ هَذَا" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ" أي: إن الاثنين يتوازنان معًا فَيُحدِثان راحةً عند الإنسان ــ سلمكم الله تعالى وأحبكم ــ ذلك مِن هَديِ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الكرام.
واعلم أن كلًا منهما فيه فوائد، وكذلك الخيار والقِثَّاء كل هذه علاج للصداع وعلاج للبطن وعلاج لاستطلاق البطن وعلاج للدوخة وعلاج وتقوية للمناعة وعلاج للسكر ــ سلمك الله وأحبك ــ وعلاج للكبد، وتلك الأطعمة كان يحبها النبي صلى الله عليه وسلم خاصة بالنسبة للمعدة.
البطيخ أستاذ التروية لماذا؟ لأن 93. 90% منه عبارة عن ماء، فالذي يأكله كمن يشرب ماء في الحر الشديد، فلا بد أن يكون من الأغذية الصيفية والأطعمة الشفائية في الصيف، والتي هي غذاء ودواء وشفاء، بالصلاة على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
كل ما في البطيخ شفاء حتى القشرة الخارجية عليها بحوث كثيرة جدًّا في شفائها ونفعها ليس فقط لأنها تأكلها المواشي والأنعام والطيور، وقد أوضحت البحوث أن البطيخ فيه فيتامينات كثيرة جدًّا، وأن فيه عناصر قوية تُقَوِّي المناعة عند الإنسان وتقوِّي النظر أيضًا، يعني قصة كبيرة ويضبط ضغط الدم، بسم الله ما شاء الله والله أكبر!.
وبذور البطيخ، البذور نفسها يُستَخرَج منها زيتُ بذر البطيخ، وهي مفيدة جدًّا. ماذا أقول؟ البطيخ عبارة عن مدرسة بل جامعة.
ثم يضيف إليها النبيُّ صلى الله عليه وسلم التمرَ ـــــ والتمر بسم الله ما شاء الله ــــــ فيكون هذا طعاما وشفاءً وذلك مِن هَدي حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وخذ عندك هذه الأسرار البديعة جدًّا عن البطيخ فهو يعالج تجلط الدم، ويُقوِّي الصفائح الدموية، ويعالج الشلل النصفي أو الفالج، وكذلك يؤخذ البطيخ لكي يقِي الإنسان من أورام السرطان (الأورام السرطانية) ويعمل تحجيزًا على الخلايا السرطانية بحيث لا تنتشر في باقي خلايا الجسم، أين وجدتَ هذا من كلام سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه؟
والتمر؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع الاثنين مع بعضهما؛ البطيخ مع الرطب يقول صلى الله عليه وسلم: " نَكْسِرُ حَرَّ هَذَا بِبَرْدِ هَذَا " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ فَيَقُولُ: "نَكْسِرُ حَرَّ هَذَا بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدَ هَذَا بِحَرِّ هَذَا " مَن الذي علمك يا رسول الله؟! ما هذا الجمال!، الله.
وجاء في الصحيح أن أبا الهيثم مالك بن التَّيْهَان الأنصاري رضي الله عنه ــــــ أحد الناس السبعين الذين بايعوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية وأبو الهيثم بن التّيّهان روى هذا الحديث لَمَّا ضافَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما أي: لما ذهبوا ليزوروه ـــــــــ جاءهم بعِذقٍ ــــ كالعنقود من العنب ـــــــ كله عبارة عن تمر (جاءهم بنحو سُباطة تمر) فقال صلى الله عليه وسلم: هلا تنقَّيْتَ لنا من رُطبة، أي من التمر الذي نضَج، فقال: أحببت أن تنتقوا من بُسْرِه و رُطبه، البُسر: البلح الذي لم ينضج بعد، أو بعض أنواع البلح الأقل في القيمة.
وعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي تَمْرِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً» أَوْ قَالَ: «تِرْيَاقًا أَوَّلَ بُكْرَةٍ عَلَى الرِّيقِ» .
وقد قال صلى الله عليه وسلم:«مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ، وَلَا سِحْرٌ» ، وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ» أَوْ «جَاعَ أَهْلُهُ» قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا" .
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه أكل التمر بالزُّبد، وأكل التمر بالخُبز أي غمّسَ الزبد والتمر يأكل الزبد مع الخبز مع التمر، وأكل التمرَ بالخبز، يعني: يغمِّسُ العيش بالتمر كما كنت أفعل وأنا صغير، وأكلَه مفرَدًا يعني أكل التمرَ وحده، والعيش (الخبز) وحده، والزبد وحده، أو أكل التمر وحده والعجوة وحدها والرطب وحده. ثم قال: صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حِينَ يُصْبِحُ، لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ» لَابَتَيْهَا: أي المدينة المنورة شرَّفها الله تعالى، لها لابتان: أي جبل عالٍ وجبل عالٍ والمدينة كلها يحضنها هذان الجبلان، مِمَّا بَيْنَ لَابَتَيْهَا: أي من تمر العالية، لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ: أي بسبب السبع تمرات التي يأكلها في الصباح.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل القِثاءَ بالرُّطب، وقد شرحناها من قبل، القثاء من قوله تعالى: {فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61]، القِثاء من الخضروات الجميلة الجمة النافعة المُريحة الشافية، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل القثاءَ بالرطب، بأبي أنت وأمي يا رسول الله.
وعن سعدٍ رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ» عَجْوَةً: أَيَّ: عجوةٍ. مرة قال صلى الله عليه وسلم: تمر العالية لأهل المدينة أو لمن يقدِرون على شرائه، ومرة أخري يقول صلى الله عليه وسلم: تمر عجوة؛ لمن في أي مكان في الدنيا فيه عجوة، يعني لو أخذت سبع عجوات وليس بالضرورة أن تكون من تمر العالية فلَن يصيبَك سمٌّ ولا سِحرٌ. الحديث في البخارِي، باب العجوة، إذا صليتَ على النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي بركة النخلة جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً، تَكُونُ مِثْلَ المُسْلِمِ، وَهِيَ النَّخْلَةُ» بأبي أنت وأمي يا رسول الله.
القيمة الغذائية للتمر موضوع كبير جدًّا، آلاف البحوث أُجرِيَت في التمر، وأنه مُعالِج ومُقَوٍّ للغدَّة الدرقية، ومعالِج لأمراض الكبد ويحطم الأورام السرطانية، إذن قصة كبيرة جدًا بصراحة، ويقوِّي على الحياة ويُصَبِّر، ووجودُه في البيت من السُّنة لقوله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ» أَوْ «جَاعَ أَهْلُهُ» قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا" والتمر غذاء قرآني وعلاج نبوي، ويقِي من ضغط الدم، ويقِي من ارتفاع ضغط الدم ويُعالج أمراضَ القلب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدمه في تَحنِيكِ الغِلمان فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُحَنِّك الغِلمانَ بالتمر هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
عَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ المَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ «دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ ثُمَّ دَعَا لَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلاَمِ» .
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: وُلِد لي غلامٌ (يعني: طفلا صغيرًا) فأتيتُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم؛ فسماه إبراهيمَ وحنَّكَه بتمرةٍ ودعا له بالبركة، ودفعه إليَّ. بأبي أنت وأمي يا رسول الله، طِبتَ حيًّا وميِّتًا يا رسول الله.
لا زال في جُعبَتي الكثير من الحديث عن الأطعمة الشفائية ولم يكتمل حبُّنا، ولم ينتهِ حبُّنا، ولم تكتمل رحلتُنا، ولم تنته رحلتُنا، حتى يأتينا اليقين، مستودعًا ربي دينكم، وأمانتكم وخواتيم أعمالكم.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

تصفح أيضا

اللطيف

اللطيف

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض