الأصل السادس: الإيمان بالقدر

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الأصل السادس: الإيمان بالقدر


الأصل السادس: الإيمان بالقدر
يؤمن المسلم بقضاء الله وقدره وحكمته ومشيئته، وأنه لا يقع شيء في الوجود حتى أفعال العباد الاختيارية إلا بعد علم الله وتقديره، وأنه – تعالى – عدل في قضائه وقدره، حكيم في تصرفه وتدبيره، وأن حكمته تابعة لمشيئته، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا به – تعالى .
ومن الأدلة النقلية على ذلك ما يلي:
أولًا: إخباره – تعالى – عن ذلك في قوله: { إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر: 49]، وقوله – عز وجل -: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21] .
وفي قوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22] .
وقوله: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 51] .
وقوله – تعالى -: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59] .
وقوله: { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29] .
ثانيًا: إخبار رسوله – صلى الله عليه وسلم -: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»( ) .
وفي قوله – صلى الله عليه وسلم – لابن عباس: «يا غلام إنى أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف » .
1- إيمان الملايين من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – من علماء وحكماء وصالحين وغيرهم بقضاء الله – تعالى – وقدره وحكمته ومشيئته، وأن كل شيء سبق به علمه، وجرى به قدره، وأنه لا يكون في ملكه إلا ما يريد، وأن ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن القلم جرى بمقادير كل شيء إلى قيام الساعة .
ومن الأدلة العقلية على ذلك ما يلي:
1- إن العقل لا يحيل شيئًا من شأن القضاء والقدر، والمشيئة، والحكمة، والإرادة، والتدبير، بل العقل يوجب كل ذلك ويحتمه، لما له من مظاهر بارزة في هذا الكون .
2- الإيمان به – تعالى – وبقدرته يستلزم الإيمان بقضائه وقدره وحكمته ومشيئته .
3- إذا كان المهندس المعماري يرسم على ورقة صغيرة رسمًا لقصر، ويحدد له زمن إنجازه، ثم يعمل على بنائه، فلا تنتهي المدة التي حددها حتى يخرج القصر من الورقة إلى حيز الوجود، وطبق ما رسم على الورقة بحيث لا ينقص شيء – وإن قل – ولا يزيد، فكيف ينكر على الله أن يكون قد كتب مقادير العالم إلى قيام الساعة، ثم لكمال قدرته وعلمه يخرج ذلك المقدر طبق ما قدره في كميته وزمانه، ومكانه، ومع العلم بأن الله – تعالى – على كل شيء قدير .
وبهذا فقد كملت الأصول الستة للعقيدة الصحيحة التي يجب أن يتسلح بها كل مسلم، وذلك باعتبارها الأعمدة الأساسية للبناء، التي يجب أن تتأصل في النفوس، وتتمكن منها حتى يتم مواجهة العقائد المضادة للحق .


تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض