أتى الأنبياء لصالح أقوامهم
من كتاب مناظرات ايمانية
يقول فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض ردا على الملحد
وإنما كان لا بد أن يأتي لهم نبي قوي كي يُهشِّم رؤوسهم، ويَنْزَع الخوف الذي زُرع عند المصريين ويرد على كل أسئلة الفرعون ويدخل على الفرعون بكل جسارة ويتكلم معه بكل قوة، وهكذا فإن الأنبياء أتوا لصالح أقوامهم، وليسوا مفروضين عليهم من السماء وإنما أتوا في مرحلة لو لم يُبعث الأنبياء لظلت الشعوب في ظلام دامس تعاني من الفقر، ومن الجهل، ومن الاستبداد ومن القتل ومن السبي ومن العبودية، وهكذا أتى موسى عليه السلام إلى الفراعنة، فماذا فعل موسى عليه السلام؟ إنه قد زلزلهم وأبادهم، فما هو البديل عن نبي الله موسى؟ أرجوك أن تجبني أيها الملحد، ما البديل عن موسى عليه السلام؟!
الملحد قال: إني أعتذر عن أخطائي في حقّ الأنبياء، ولكن أعطني مثالا آخر عن نبي كان الناس يحتاجون إليه، ولم لم يبعث هذا النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس سيعيشون على جيفة ونتانة.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: أيرضيك أيها الملحد لو أن الطبيعة أعطتك بنتا جميلة رائعة الجمال صبوحة، وإذا بك تحفر في الأرض بنفسك وأنت أبوها، وتدفنها في الأرض وتقوم بوأدها وقتلها؟! فقد أخذتها حيّة من رحم أمها لتضعها في رحم الأرض، فما الذنب الذي فعلته هذه الطفلة الصغيرة؟! وبأي ذنب قتلت؟!
العرب كانوا في حاجة للنبوة
والأمر الثاني -أيها الملحد- ما رأيك لو أنك رأيت شعوبا ضالة إلى أقصى مستوى الضلال، وإذا رأيت العُري هو الذي يسود عند العرب، ويعبدون الأصنام من دون الله تعالى، ويأكلون الميتة ويستحلون الزنا، ويستحلون الربا، ويستحلّون نكاح المحارم، وقل ما تشاء -أيها الملحد- من أشكال وأنواع الظلم المختلفة، ألم يكن أولئك الناس -يا صديقي- في حاجة كبيرة إلى نبي مبعوث يسمّى: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؟!
الملحد يرد، ويقول: (لا) لم يكونوا في حاجة له؛ فكان من الممكن أن العرب يعيشون اتفاقا على هذه الملة حتى تقوم الساعة إن كان هناك ساعة أصلا.
فضيلة الدكتور: (لا) اسمح لي بآية قرآنية، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد:11]؛ فقد كان من اللازم أن يأتي إليهم نبي مرسل من السماء من عند الله عز وجل.
الملحد يقول لفضيلة الدكتور: ما دام هؤلاء الناس كانوا على ضلال، وكانوا على بهتان، وجاء هذا النبي كي يهديهم، فلماذا – إذن – لم يهتدوا به؟
فضيلة الدكتور يجيب على الملحد: اسألهم أنت أيها الملحد، وفضيلة الدكتور يقول: إنني قد جئت الآن بأبي جهل، وأجلسته أمام الملحد، وسأخلق حوارا الآن بين صديقي الملحد وبين أبي جهل.