(مناظرة
حول الزَّعم باقتباسات القرآن الكريم من الشعر الجاهلي )
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب
العالمين، لا عزّ إلا في طاعتك ولا نعيم إلا في رضاك، ولا سعادة إلا في التذلل بين
يدي عظمتك، والصلاة والسلام على أسعد الأنام من نشر السلام، والوئام في جنبات
الأرض كلها، وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين.
أحبتي الكرام: إنَّ مناظرة اليوم لها طبيعة
خاصة بسبب ارتباطها بموضوع حساس وهو أن الملاحدة يطعنون طعنا مباشرا في كلام الله
تعالى، ويزعم ملحدان أن القرآن الكريم هو من اقتباسات الشعر الجاهلي، وأنا أتعجب
بصراحة من أنَّ الله تعالى هو الذي عَلَّم الدنيا كلها، وهو الخالق، ثم يأتي
إنسان، ويقول: إن الخالق يقتبس من كلام البشر، ويتبين من كلام الملاحدة شيء خطير
جدا، وهو اعتقاد الملاحدة أنَّ القرآنَ ليس بكلامِ الله، وبالتَّالي فإنَّ أوَّلَ
نقطةٍ سنبدأ بها أن القرآن الكريم ليس كلام الله عز وجل.
أولا- إن ما جرى عليه الملاحدة، وما لفَّ
لَفَّهُم أنهم لا يؤمنون بالله، وإذا آمنوا به فإنهم يُحَقِّرون من قُدرته -والعياذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم– وهذه المناظرة فيها نقاط كثيرة متشعبة، ولكن حرصا على أن أمسك
بالموضوع وأمسك بتلابيبه، فإني سأنظر من الملاحدة أولا ماذا يقولون؟.
الملحد الأول يقول: عندما تأملت فيما يسمّى
القرآن الكريم وجدت فيه أساطير كثيرة، وأحلاما كثيرة، وأنه في الأساس لا يمكن أن
يكون كلاما يُتعبَّدُ به، وسأقدم لك أمثلة على التناقض.
الملحد الثاني يقول: لقد دَرَّسْتُ في إحدى
كليات الآداب في جامعة عربية، وكنت أدرس مادة النقد العربي، فلاحظت ملاحظة مدهشة،
وهي أنني في حالة تدريسي للشعر الجاهلي وجدت جملا عند امرئ القيس، وعند زيد بن
عمرو بن نفيل، وهذه الجمل نفسها موجودة في القرآن الكريم، بمعنى أن نبيكم اقتبسها
من الشعر الجاهلي.
أحبابي الكرام، طبعا هذا كلام منشور على
الإنترنت، وأصبحت ظاهرة سيئة، وهي طعنهم في كتاب الله، والناس غير قادرة على الرد
عليهم.