(أهم آداب الشراب) 1- أن يبدأ باسم الله وينهيه بحمد الله- فعن أبي هريرة رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاث أنفاس. إذا أدنى الإناء إلى فيه يسمي الله، إذا أخره حمد الله، يفعل ذلك ثلاثا). رواه الطبراني باسناد حسن. 2- أن يشب وهو قاعد- لأن الوضع الصحي المناسب وأدعى إلى الراحة والاستمتاع بالماء- فعن أبي سعيد الخدري (أن النبي صلي الله عليه وسلم نهى عن الشرب قائماً). رواه أحمد ومسلم. كما ورد عن ابن عباس قال: (شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائماً من زمزم). متفق عليه- وعنابن عمر قال: (كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام). رواه أحمد وابن ماجة والترمذي. ورأى بعض العلماء أن أحاديث المنع نسخت أحاديث الجواز، وقيل العكس، والأرجح أن النهي للكراهة لا للتحريم وشربه صلى الله عليه وسلم واقفاً، لئلا يحرج المسلمين ويشق عليهم فالأفضل: الشرب من قعود في الحالات العادية للحكم التي ذكرناها، فإن اضطر للشرب واقفاً لسبب ما فلا بأس بذلك والله أعلم. 3- أن يشرب على دفعات ثلاث يتنفس في كل مرة خارج الإناء ثم يعود للشرب وهكذا ثلاث مرات. فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تشربوا نفساً واحداًً كشب البعير ولكن اشربوا مثنى وثلاث، سموا إذا أنتم شربتم واحمدوا الله إذا أنتم رفعتم).رواه الترمذي. ويصح أن يسمى في أول الشرب ويحمد الله في نهايته كما يصح أن يسمي الله في أول كل شربة ويحمده في آخر كل شربة. 4- الاهتمام بنظافة الماء وعدم تركه مكشوفاً ومعرضاً للغبار والهواء: ففي الحديث (غطوا الأناء- الطعام- وأوكوا السقاء. وأغلقوا الأبواب، وأطفئوا السراج- قبل النوم- فإن الشيطان لا يحل سقاءً ولا يفتح باباً ولا يكشف إناءً فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم الله، فليفعل فإن الفويسقه تضرم على أهل البيت بيتهم). رواه مسلم. والاهتمام باعتدال برودة ماء الشرب وحرارته وذلك بأن لا يكون شديدة البرودة أو ساخنا مراعاة للقواعد الصحية. فعن علي كرم الله وجهه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤكل الطعام حاراً) ويقا عليه الشرب. 5- أن لا يتنف داخل الأناء أو ينفخ فيه فإن وجد به جسماً غريباً فليصب من الماء حتى يزول الكدر ولا يصح أن يزيله بالنفخ- فعن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء)- متفق عليه-. وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الشراب- فقال رجل القذاة أراها في الإناء فقال أهرقها)- رواه أحمد والترمذي. 6- أن نصب الماء في الكأس، ولا نشرب من حافة الجرة أو القربة، وذلك لكي نتأكد من صفاء الماء وخلوه من الشوائب، وحفاظاً على نظافة وعاء الماء الجماعي- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُشرب من فيِّ السقاء أو القربة)- متفق عليه-. 7- أن يكون الشرب بيسر دون تعجل أو إخراج صوت- فقد روى أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (مصوا الماء ولا تعبوه عباً فإنما الكُباب (مرض الكبد) من العب)- أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس- ولأبي داود في المراسيل من رواية عطاء (إذا شربتم فاشربوا مصا). 8- الامتناع عن الشرب من الإناء المكسور أو المشعور: ذلك لعدم إمكانية تنظيفه من الجراثيم العالقة مكان الكسر- فعن أبي سعيد قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب)- وفي رواية (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية (يعني أن تكسر أفواهها ويشرب منها) متفق عليه. 9- عدم الشرب من آنية من فضة أو ذهب لما في ذلك من تكبر وترف- فعن أبي حذيفة (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة وقال هي لهم في الدنيا وهي لكم في الآخرة)- متفق عليه. 10- أن يبدأ الساقي بالسقاية من اليمين وأن يقدم الكأس لضيوفه باليد اليمنى وإذا شرب أن يشرب باليمنى لحديث حفصة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه ويجعل يساره لما سوى ذلك)- رواه أبو داود وغيره. وأن يكون الساقي آخر من يشرب- فعن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ساقي القوم آخرهم شرباً)- رواه الترمذي وقال حديث حسن. وفي ذلك إشارة إلى أنه: على من يتولى أمور المسلمين أن يهتم بمصالحهم قبل مصلحته وأن يكون آخر المنتفعين لا أولهم. عن سهل بن سعد قال: أتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم يقدح فشرب منه وعن يمينه غلام- أصغر القوم. والأشياخ عن يساره، فقال يا غلام: أتأذن أن أعطيه الأشياخ فقال: ما كنت لأوثر بفضل منك أحداً يا رسول الله فأعطاه إياه)- متفق عليه. 11- أن يشرب الكأس حتى الثمالة وأن لا يترك فيه شيئاً يستفاد منه- فكثيرا ما يقدم كاس شراب لضيف، فيترك بعضه، فتقع عليه يد طفل فتريقه على المتاع فيتسخ- لذا كان من أدب الإسلام أن لا يترك شيئا في الكأس، ومن المستحسن أن يعتذر من لا يرغب الشراب مسبقاً قبل إعداده، أو أنه يحدد الكمية التي يحتاجها حين يشعر بتحرك رب المنزل ليعد لهم الشراب. 12- أن يحمد الله بنهاية الشرب- ومن الأدعية المأثورة في نهاية الشرب (الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا)- أخرجه الطبراني- وأن يدعوا للساقي بقوله (اللهم اسق من سقانا). 13 أحب الأشرب للرسول الله صلى الله عليه وسلم: الحلو البارد والحليب- كما روت السيدة عائشة عن ابن عباس مرفوعاً: (من أطعمة الله طعاماً فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه وزدنا منه فإنه ليس شيء يجزىءُ مكان الطعام والشراب غير اللبن)، وهذا موافق لما أ جمع عليه الأطباء من أن الحليب غذاءُ كامل.