إجابة الدعاء عند الأنبياء

الرئيسية المقالات مقالات دينية

إجابة الدعاء عند الأنبياء

إجابة الدعاء عند الأنبياء
كل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام له بصمة إيمانية خاصة، وكلُّ هذه البصمات الإيمانية الرائقة الجميلة جمعت بعد هذا في سيدنا محمد صلى عليه وسلم، لكن اللقطة الجميلة المؤثرة في خصوصية الحالة اليعقوبية أن سيدنا يعقوب عاش حياة صعبة عصيبة، تفرق عنه بنوه، وظهرت الفتن والمكائد في البيت اليعقوبي، وحاول يعقوب عليه السلام أن يسيطر على هذه الفتن، فلم يستطع لأن الشيطان كان له نصيب كبير في شتات العائلة اليعقوبية، قال تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)} [سورة يوسف: 100].
شتات العائلة اليعقوبية من الشيطان
سيدنا يوسف يرجع الشتات في العائلة اليعقوبية إلي الشيطان، والحسد كان له دور كبير في شتات العائلة اليعقوبية، قال تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5)} [سورة يوسف: 5].
القرآن يرتّب القصة ترتيبًا عجيبًا جدا، والذي يريد أن يعلم بلاغة القرآن الكريم لا بد أن يعيش معايشة تامّة مع سورة سيدنا يوسف عليه السلام، قال تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5)} [سورة يوسف: 5]، جاء ذكر الشيطان مرتين؛ مرة في الآية الخامسة، في أول السورة على لسان سيدنا يعقوب، والمرة الثانية في آخر السورة على لسان سيدنا يوسف عليه السلام في الآية المائة، قال تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)} [سورة يوسف: 100]، إذن الشيطان والحسد كان لهما دور كبير فيما آلت إليه الأسرة من شتات بين مصر وكنعان (الأردن).
الصبر واليقين عند يعقوب
عندما نتكلم عن سيدنا يعقوب سنرى مثالًا حيًّا لأمرين؛ الأمر الأول – الصبر، والأمر الآخر - اليقين، الصبر مع اليقين، قال تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [سورة يوسف: 83]، هنا جاء الصبر، قال تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)} [سورة يوسف: 83]، وهنا جاء اليقين.
إذا أردت أن تكون في المدرسة اليعقوبية اجمع بين الصبر وبين اليقين، ثم الشكوى إلى الله فقط، لا تشكُ خالقًا إلى مخلوق، قال تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)} [سورة يوسف: 86]، اليقين بالفرج من سيدنا يعقوب في قوله تعالى: {وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)} [سورة يوسف: 86]، أنا أعلم أن الفرج سيأتي، نأخذ من السورة مشاهد الصبر واليقين التي كانت قوية عند سيدنا يعقوب عليه السلام، قال تعالى: {يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)) [سورة يوسف: 87]، هذا يقين في عدم اليأس.
وبعد هذا عندما جاء الفرج، كان سيدنا يعقوب متوقعًا الفرج، وكان جالسًا ينتظر الفرج، قال تعالى: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ (94)} [يوسف: 94]، إذن عنده يقين أن سيدنا يوسف ستأتي عنه أخبار طيبة جميلة.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض