الإسلام ليس دين عنف وإرهاب

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الإسلام ليس دين عنف وإرهاب

الإسلام ليس دين عنف وإرهاب

أمَّا عن آياتِ العُنف والكراهية والحقد، فإنهم يقولون: إِنَّ القرآنَ الكريم يحضّ على قتالٍ غير المسلمين، مثل قوله تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ﴾ [التوبة:14]، ويقول القرآن -أيضا- في رَدِّ العَدَاوَةِ: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ [البقرة:194].

أحبابي الكرام، إِنَّ هذه الأحكام التي جاء بها القرآن هي أحكامٌ تاريخيةٌ لها ظروف معينةٌ وتشريعات معينة في وقت معين، ولا ينبغي لك أن تنتزعَ الآية من السياق، ثم تُفسِّرها كيفما شئت، وهذا أخطر ما عند الملاحدة.

أحبابي الكرام، إن ما يثيره الملاحدة حول زعمهم أن الإسلام يُحرِّض على العنف فهو كلامٌ باطل، ولا صحة له من الأساس، أما عن آيات القتال والعنف الموجودة في القرآن التي تحض على قتال الآخر، والتي يستشهد بها أولئك الملاحدة فهي آيات مخصوصة لفترة زمنية معينة؛ فالمسلمون أُخْرِجُوا من مكة ومن بيوتهم ومنازلهم قهرًا وظُلمًا، وبعد ذلك أَذِنَ اللهُ تعالى لهم بالهجرة، ثم أَذِنَ الله لهم بالقتال، يقول تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج:39].

أحبابي الكرام، وهناك من الأدلة الكثير، والتي تؤكد أن الإسلام ليس دين عنف وإرهاب وأن المسلمين لم يكونوا أبدا هم البادئون، وإنما كانوا دوما كردِّ فعل يدافعون عن أنفسهم ضد الكافرين، وضد غزواتهم، وترصدهم للمسلمين في كل حدب وصوب، فالغزوات التي حدثت بين المسلمين والكفار كان الكفار هم الذين قد بدأوها كمثل غزوة بدر؛ فالكفار أتوا من مكة إلى المدينة؛ لكي يقتلوا ويقاتلوا الرسول، وكمثل غزوة أُحد؛ إذ جاء الكفار والمشركون وأهل قريش، كلهم جاءوا من مكة إلى المدينة؛ لكي يثأروا لقتلاهم في بدرٍ على الرُّغم من أنهم هم البادئون من الأساس، ولم يحدث أبدا أن هجم النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين في غزوة بدر أو غزوة أُحد أو حتى في غزوة الأحزاب في العام الخامس، وهذه حقيقة تاريخية لا تقبل الشك مطلقا؛ إذ تقول الحقيقة: إنَّ المسلمين لم يبدؤوا أبدا القتال مع المشركين، وإنما حربهم مع المشركين كانت عبارة عن دفاع عن النفس، فلم يبدؤوا أيَّ أَحَدٍ بِحَرْبٍ أو عَداوةٍ، وكما لاحظتم يا أحبتي ملاحظة مهمة جدًا، وهي أنَّ القتالَ قد فُرِضَ على المسلمين، يقول تعالى:﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾ [البقرة:216]، والمسلمون عندما هاجروا تصوروا، واعتقدوا أنهم ابتعدوا بأنفسهم عن مناطق النار والأحقاد التي يحملها أهل قريش، وفوجئ النبي - صلوات ربي وسلامه عليه - بعد عامٍ ونِصفٍ من هجرته أنَّ الكفار يأتون هاجمين عليه يريدون قتله، وانتزاع الإسلام وهكذا، فهل النبي زَرَعَ العنف؟! وهل النبي هو الذي سابق إلى المشركين أم هم الذين جاءوا إليه يعزمون على القتال؟!

والذي يجب أن تعلموه أيها الملاحدة أنَّ المسلمين لم يذهبوا إلى مكة كي يدخلوها إلا في العام السادس (عام الحديبية).

أحبابنا الكرام، لنا أن نسأل الملاحدة سؤالا مهما، وهو: هل كان المسلمون مسلحين عندما ذهبوا - في العام السادس في عام الحديبية - إلى مكة؟!

والإجابة التي تثبتها الحقائق التاريخية -أحبابنا الكرام- هي أنَّ المسلمين لم يكونوا مسلحين، وإنما كانوا معتمرين، ويلبسون ملابس الإحرام، وهكذا -أحبابنا الكرام- كان التحرّك الأول للمسلمين من مكة إلى المدينة في العام السادس عام الحديبية وكانوا معتمرين، وقد ظلّ المسلمون في الأعوام: الأول والثاني والثالث والرابع والخامس يَصدُّون عن أنفسهم، فأين العنف هنا إذن؟!

إِنِّي أتعجبُ من أولئك الملاحدة الذين يَدَّعُون مثل هذه الادّعاءات، وأين العنف؟ وأين الحقد والكراهية التي يزعمها الملاحدة من أنَّ الإسلامَ يحضُّ على قتالٍ غير المسلمين؟! أين؟! أين؟!.

أحبابي الكرام، يجب أن تنتبهوا إلى أنَّ كُلَّ تلك الأراجيف التي يُطلقها الملاحدة يبنونها على عقلية ممتلئة بالأحقاد، وهم يقولون: إن الإسلام هو الذي زَرَعَ العنف، وزرع الحقد وزرع الكراهية والإرهاب وزرع التوترات في المنطقة العربية كلها، وما حولها في العالم كله، ونردّ على كُلِّ أولئك الملاحدة ونَرَدُّ عَلى مَنْ لَفَّ لفَّهم، ودَارَ في أفلاكهم، وَأَرُدُّ عَلى الكُلِّ بِكُلِّ أَدَبٍ، وأقول: إنه في العام السادس (عام الحديبية) كَانَ المسلمون لهم معسكر على مَقْرُبَةٍ من مكة في مكان يُعرف الآن بـ (بوابة الشميسي)، والمعسكر عبارةٌ عن خَيمةٍ كبيرةٍ فيها الصحابة، وكان عددهم ألف وأربعمائة وخمسون صحابيا.

 وفجأة بينما كانوا يقيمون الليل، ويصلي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا بالكفار يهجمون عليهم، وكانوا أربعين مشركًا، وكلهم مسلحون، فَهَجَمُوا على المعسكر يريدون أن يقتلوا الصحابة - رضي الله تعالى عنهم – فأمسك الصحابة بهم وربطوهم وأتوا بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ونحن إذا سألنا أصدقائنا الملاحدة: ما حكم أولئك المجرمين المشركين الذي هجموا على الرسول وصحابته؟ فسنجدهم يجيبون ويقولون: إن الحكم هو القتل، إلا أنني سأقول لكم مفاجأة لكم، أيها الملاحدة، يا من تزعمون أنَّ الإسلام دين عنف وإرهاب وقتل، والمفاجأة هي أنَّ النبي - صلوات ربي وسلامه عليه - الذي اتهمه الملاحدة بأنه إنسان غير متسامح، وأنه شخص قد زرع العنف والحقد والكراهية والإرهاب في نفوس الناس والمسلمين، فانظروا إلى حكم النبي صلوات ربي وسلامه عليه؛ إذ قال الرسول لصحابته الكرام: "فكّوهم وأطلقوا سراحهم"، فما رأيكم أيها الملاحدة فيما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين الأربعين المجرمين الذين هجموا على النبي وصحابته، وأرادوا قتل المسلمين؟! 

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض