حال الناس مع البلاء
عندما ينزل البلاء بالخلق فإن الناس يصبرون كثيرًا أو
قليلًا، فالمريض يصبر، والمبتلى يصبر، والمفجوع يصبر، والفقير يصبر، والضعيف يصبر،
والمغلوب يصبر... كل هؤلاء يصبرون لأن عندهم يقينًا في الله، كما قال تعالى: {وَاصْبِرْ
وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ
مِّمَّا يَمْكُرُونَ} (النحل: 127)، أي: اصبر واجعل صبرك لأجل الله، ومِن اليقين
ما تهون به علينا مصائب الدنيا، أي إن مصائب الدنيا تزول بالصبر واليقين والرضا
بالله تعالى.
قال تعالى:{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (الحديد:
23)، والمعنى: لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا، ولا تفرحوا بما آتاكم فرحَ
بطر وأشر، والله لا يحب كل متكبر بما أوتي من الدنيا فخور به على غيره، كذلك قال
تعالى: {قُل لَّن
يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: 51)، قل أيها
النبي لهؤلاء المتخاذلين زجرًا لهم وتوبيخًا: لن يصيبنا إلا ماقدَّره الله علينا
وكتبه في اللوح المحفوظ، هو ناصرنا على أعدائنا، وعلى الله، وحده فليعتمد المؤمنون
به.
قل: لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا، هذا هو اليقين، ومِن
اليقين ما تُهَوِّن به علينا مصائب الدنيا، فالمصيبة تنزل بنا كبيرة، ثم تصغر
بالصبر عليها، وباليقين برب الله العالمين.