لماذا سميت
أسماء الله بالحسنى؟.
لا تختلف
تعليلات المفسرين والعلماء حول تسمية أسماء الله – تعالى – بالحسنى، والمعنى أن
الوصف مشتق من حال الموصوف جل جلاله، فهو متصف بالقدرة والعلو والرفعة، والقوة
والرحمة والجود، والفضل، وله الحمد والشكر والثناء والتمجيد والتهليل والتعظيم،
وله الحياة الدائمة .
وكل شيء هالك
إلا وجهه، وله القدرة التامة على كل شيء، والعلم المحيط الذي لا ينبغي إلا له،
والمشيئة النافذة من كل شيء، والملك الدائم الذي لا يزول، والعزة التي لا ترام،
التي لا تجب إلا له إلى سائر ما وجب له، مما دلت عليه أسماؤه الحسنى، فكانت حسنى
لحسن مدلولاتها، وكاملة بكمال مفهوماتها، فشرف الدلالات بشرف مدلولاتها .
ولذا تعبدنا
بصون المصاحف، وإن كانت ورقًا وحبرًا، وأمرنا بحفظها، وحمايتها ورعيها، ونهى رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو صونًا له، وكذلك يشرف
العالم بشرف العلم، كما يشرف العلم بشرف المعلوم، وكذلك يشرف الذاكر بشرف المذكور،
والله – سبحانه – أشرف الموجودات، وبحسب ذلك تعظم المثوبة، وتطيب المجازاة، وتكثر،
ولكن الحسن من ذلك كله، والشرف راجع إلى المذكور، وهذا كله واضح بين لا يحتاج إلى
برهان .