الحكيم

الحكيم

اسم من أسماء الله – تعالى – الحسنى، ومعناه أنه المتقن في التدبير العادل في التقدير، واسع العلم، وعلمه أزلي بما كان ويكون خبير بكل شيء، عظيم في كلمته، وحكمة بالغة، يدبر الأمور بأحسن تقدير، لا راد لحكمه، وهو الحكيم الذي يمتلك الحكم والقضاء.

ورد اسم الله الكريم في قوله: { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِير} [ هود: 1].

وقال – تعالى -: { إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}  [ البقرة: 220].

وقال الله – عز وجل -: { وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [ النساء: 26].

يختص هذا الاسم بعدة خواص:

الأولى: أن الحكيم هو ذو الحكمة البالغة، والحكمة هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، وأجل الأشياء هو الله تعالى .

الثانية: إن الحكيم هو المحكم لخلق الأشياء.

الثالثة: أن الحكيم هو العادل في التقدير، المحسن في التدبير، الذي أصاب كل شيء قدرًا.

الرابعة: أن الحكيم هو المحسن في تدبيره، اللطيف في تقديره، وهو الخبير بحقائق الأمور، العليم بحكمة المقدور، وهو الذي يضع الأشياء في مواضعها، ويعلم خواصها، ومنافعها، وكل حكمة في الوجود فهي من آثار حكمته .

 

 

انعكاسات وتجليات الاسم على حياة المسلم:

اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله تعالى الحكيم، وآمنت به حق الإيمان، فإنه يتحقق لك عدة فوائد:

الأولى: يجعل المسلم دائمًا باحثًا عن العلم ومتمسكًا به:

قال – تعالى -: { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [ طه: 144].

وقال – تعالى -: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].

وقال – تعالى -: {إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} [فاطر: 28].

وعن أبي موسى- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقيّة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها النّاس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنّما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الّذي أرسلت به» .

قال النبي  - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَـمِسُ فِيهِ عِلْـماً، سَهَّلَ اللهُ لَـهُ بِـهِ طَرِيقاً إِلَـى الْـجَنَّةِ، وَمَا اجْتَـمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَيَتَدَارَسُونَـهُ بَيْنَـهُـمْ، إِلا نَزَلَتْ عَلَيْـهِـمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْـهُـمُ الرَّحْـمَةُ وَحَفَّتْـهُـمُ الْـمَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُـمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأ بِـهِ عَمَلُـهُ، لَـمْ يُسْرِعْ بِـهِ نَسَبُـهُ».

وعن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي - رضي الله عنه – قال: ما جاء بك؟ قلت: أطلب العلم، قال: فإني سمعت رسول الله  -صلى الله عليه وسلم – يقول: «ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع» .

وعن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا، أو يعلمه كان له كأجر حاج تامًّا حجته».

وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع» .

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «نضر الله امرأ سمع منا شيئًا؛ فبلغه كما سمعه؛ فرب مبلغ أوعى من سامع»

الثانية: يجعل المسلم دائمًا محافظًا على تعاليم السنة وآدابها:

قال –تعالى -: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}[الحشر: 7].

وقال – تعالى -: {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى} [ النجم: 3- 4].

وقال – عز وجل -: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}  [ آل عمران: 31].

وعن العرباض بن سارية- رضي الله عنه- قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟، فقال: «أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين الرّاشدين تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة».

وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كلّ أمّتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى» . قالوا: يا رسول الله؛ ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى».

 




تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض