وقفة إعجازية في هذه القصة:

الرئيسية المقالات مقالات دينية

وقفة إعجازية في هذه القصة:

 

تتمثل في هذا التصميم من سيدنا إبراهيم – عليه السلام – على تبليغ دعوة الحق، وهداية أقرب الناس إليه، ثم انظر إلى الرفق والتلطف والإشفاق من سيدنا إبراهيم – عليه السلام - على أبيه أن يموت على الضلالة، وهذا يتضح من تكرار النداء (يا أبت) بما يحمل من معاني الإشفاق، لكن هذا الإشفاق وهذه الصلة بين الابن وأبيه حينما توضع أمام محبة الله والإيمان به ترجح كفة الإيمان بالله، ولا ينصاع إبراهيم لأبيه، بل يتولى الله وحده ويعتزل أباه وقومه قائلًا: {سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} [ مريم: 47 - 48] .

وهذا حال المؤمن دائمًا الله ورسوله أحب إليه من أقرب الناس إليه، فإذا أصروا على الضلالة كانت كفة الإيمان بالنسبة له هي الراجحة .

ومن النماذج التي وضعها القرآن نصب أعين المؤمنين سيدنا إسماعيل – عليه السلام –: { واذكر فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 54- 55] .

فمن إعجاز هذه الآية:

أن هذا المدح لسيدنا إسماعيل – عليه السلام – بأنه كان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، هو نداء تربوي للمؤمنين عامة بأن يأمروا أهليهم بالصلاة والزكاة، ويكونوا أعوانًا لهم على الخير والسير إلى طريق الحق .

ومن قصص الصابرين التي تناولها القرآن الكريم قصة سيدنا أيوب – عليه السلام – التي جاءت مفصلة في موضع، ومجملة في موضع إلا أنها في موضع إجمالها تحمل إشارة إيمانية عظيمة يقول – تعالى –: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ ص: 41- 42] .

إن في هذه الإشارة المجملة لقصة سيدنا أيوب – عليه السلام - تعليم للمؤمن أن يلجأ إلى الله في ساعة الضر ويناديه ويناجيه، فليس للمؤمن سوى الله – يقضي له الحاجات ويفرج عنه الكربات، ولم يجعل الله في هذه الإشارة المجملة فاصلًا بين النداء والإجابة، فما إن نادى أيوب – عليه السلام – ربه الكريم الرحيم: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}، حتى ناداه ربه – سبحانه وتعالى – {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } وفي هذا دليل على قرب الله – سبحانه وتعالى – من عباده، وسرعة إجابة الداعي، وكشف الهم والغم عن المضطر .

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض