كيف تقوي مناعتك الإيمانية؟ عليك أن تبحث عن عوامل ضعف إيمانك، لماذا ضعف الإيمان؟ قطعًا مما لا شك فيه أنت أعلم الناس بنفسك وأعلم الناس بأحوالك، كيف تدرج إيمانك من القوة إلى الضعف، في حين أن المطلوب إنما هو العكس، أن يزداد المؤمن كل يوم إيمانًا؟ أما أن يضعف الإيمان بعد القوة فهذا نذير خطر عظيم؛ ولذلك عليك أن تبحث أولًا في عوامل ضعف الإيمان، ما الذي حدث في حياتك؟ وما الذي طرأ على سلوكك وعلى قلبك وعلى إيمانك حتى شعرت بهذا الضعف أو وصلت لهذا الضعف؟ فعليك بالبحث عن العوامل التي أدت إلى ضعف إيمانك، ثم الاجتهاد في القضاء عليها أولًا بأول. - ابدأ تدريجيا بتقوية إيمانك بالبدء بالأمر الأيسر على النفس، ثم بعد ذلك تزيد من الجرعة إلى أن تصل إلى الحالة الإيمانية القوية التي كنت عليه سابق، أو الحالة التي ترغب أن تصل إليها بعد ضعف إيماني دام طويلا، وكل ذلك مع الحفاظ على النقاط التي اكتسبتها من قبل وعدم الرجوع القهقرى كي لا تخسر ما كسبته فيضعف إيمانك ويزداد الأمر عليك صعوبة.. - مجالسة الصالحين، فإنهم سيدلونك على طريق الخير، ويبعدونك عن طريق الشر، ويوجهونك إلى الله تعالى، وستتعلم منهم العلوم الوفيرة التي تثري حياتك وتقوي إيمانك وترفع قدرك عند الخالق والمخلوقين.. - بر الوالدين، وصلة الأرحام وعيادة المرضى، كل هذه أمور مهمة جدا في تقوية الإيمان.. - قراءة القرآن، فإن القرآن للإيمان كالماء للزرع، فكما أن الزرع لا ينبت ولا ينمو بغير ماء، فكذلك الإيمان لا يقوى في القلب بغير القرآن، فعليك بورد قرآني يومي وحافظ على ذلك بانتظام. - المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار الأماكن ختم الصلوات، والاجتهاد في ذلك. - المحافظة على الصلاة في أوقاتها. - كذلك أيضًا صحبة الصالحين، فإذا جلست معهم كان الكلام حول الأشياء النافعة وتقوية العقيدة والأشياء المعينة على الطاعة والعبادة وذكر الله. - الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. - الإكثار من قراءة آية الكرسي. - الإكثار من الاستغفار. ففي الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لزِم الاستغفارَ جعَل اللهُ له من كلِّ هَمٍّ فرَجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مَخرَجًا، ورزَقه من حيثُ لا يَحتَسِبُ). - وكذلك من أسباب تقوية الإيمان الصدقة إن استطعت إلى ذلك سبيلًا. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 254]. وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 261، 262]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا). - المحافظة على حضور مجالس العلم في المساجد، وفي غير ذلك من الأماكن، لأن مجالس العلم بها يقوى الإيمان، فهي عوامل زيادة الإيمان.. "هيا بنا نؤمن ساعة، فإن القلب أسرع تقلبًا من القدر إذا استجمعت غليانًا".. كلمات قالها عبد الله بن رواحة لأبى الدرداء رضي الله عنهما، وتشابهت مع ما قاله معاذ بن جبل لصاحبه وهو يذكره: "اجلس بنا نؤمن ساعة". -كذلك عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يقويك الله وأن يثبتك، خاصة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم يا مُقلِّبَ القلوبِ، ثبِّتْ قلبي على دينِك) وكذلك كل الأدعية التي تلمس كل جوانب حياتك، وادع الله تعالى وأنت موقن تمام اليقين ان الله تعالى مستجيب لك، لأنه قريب سميع مجيب، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].