بسم الله الرحمن الرحيم
اتسم الصالحون الكبار بالحلم والإعراض عن الجاهلين، ومحمد بن واسع من البصرة، وكان أزهد أهل الأرض، وبلغ من حلمه أنه تعرض له السفهاء بالكلام البذيء ولكنه لا يرد عليهم
وكلما بارزوه بالكلام القبيح، رد عليهم بالكلام المليح، كان يقول: جزاك الله خيرا، أحسن إليك ، غفر الله لك
وكان هذا الأسلوب في الحلم والأدب، في التعامل مع السفهاء جعلهم يغيرون حالهم لأنهم كانوا يعتقدون أنه مثل باقي البشر، عندما يشتمه أحد، سيرد بأقسى مما شتم به
ولكنه كان حليما ورعا يقظا فهما، فاستطاع الخليفة واستطاع الخلفاء الراشدون أن يستوعبوا الناس، وأن يعلموا الناس الحلم والعلم، لكم أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثيرين
والنبي حليم معهم لا يرد عليهم متمثلا قوله تعالى: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، نعم، قالوا سلاما، وكلنا قال سلاما، وكلنا يحب الحلم بعد العلم، ويحب أن يصفح عن الجاهلين،
وكلما تعرض محمد بن واسع لكلمات قاسية، نابية من هؤلاء السفهاء كي يختبروا حلمه، فإنه لا يزداد إلا حلما وصبرا وثباتا
حتى جعل هذا الحلم يدخل به كثير من الناس في الإسلام وفي الإيمان عندما وجدوا أخلاق الأنبياء متجسدة في محمد بن واسع البصري. رضي الله عنه وعنكم