بسم الله الرحمن الرحيم
هيا بنا درس اليوم أيها الأبناء
أيها الأحفاد هو الدرس الخامس والستون وعنوانه (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم
هدى)
هؤلاء الشباب الذين حدثتكم عنهم
بالأمس خرجوا مع قومهم في يوم احتفال سنوي يعظمون فيه الملك ويعبدون الملك ويثنون
على الملك إقيانوس. لكن هؤلاء الشباب الصالحون لم يكونوا راضون بهذا الكلام،
فاعتزلوا الناس كل واحد فيهم يترك الناس فظلوا ينسلخون عن الناس بالآلاف المؤلفة فكل
واحد منهم لا يعجبه ما يشاهده فيبدأ يطلع برة كدة لغاية ما اجتمعوا في مكان
كلهم بعقل واحد كل واحد طالع من نفسه كدة إلهام من ربنا لحد ما
اجتمعوا عند ساقية فظلوا يتهامسون وخلسة انصرفوا
طبعا الناس في لهو وفي شرب خمر وفي
كذا ويعبدون الملك وكذا وطعام وشراب ورقص هم انسلخوا من غير ما حد يحس بيهم وظلوا
يسيرون من بلد لبلد لحد ما بعدوا كثيرا
لحد ما لقوا مكان اسمه الرقيم وتحته كهف كبير، الكهف لازال موجودا
لقد رأيته قبو كبير وهما داخل
القبو، والصحابة شاهدوه عبد الله بن عباس رضي الله شاهد هذا القبو
معاوية بن أبي سفيان شاهد هذا
القبو
الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام
وفلسطين {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا، إذ أوى الفتية إلى
الكهف}
أول ما استقروا في الكهف قالوا
يارب ثبتنا يارب لا تمكن منا هذا الحاكم الظالم لأنهم لو أمسكونا ييرجعونا كفارا
يارب {إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم
في ملتهم} أه يعني الكفر يعني {ولن تفلحوا إذا أبدا}
يعني لن تستطيعوا النجاة من هؤلاء الكفار، الحل
إيه؟ يبقى لازم ربنا يحميهم، طب ربنا يحميهم إزاي؟
يغفل عنهم عيون الظالمين، يصرف
عنهم الظالمين ليه؟ لأنهم في الأساس شباب صالح لا يعجبه الغلط ولا الحرام
وثانيا ثبتهم الله ولم يتمكن منهم الحاكم ولم
يستطع الوصول إليهم حتى استقروا في الكهف وليس معهم طعام ولا معهم شراب
فدخلوا في الكهف في ستر الله وفي لطف الله
(إنهم فتية آمنوا) لأن
عندهم إيمان فإن الله زود لهم في الإيمان (آمنوا بربهم وزدناهم هدى)
فازدادوا في الهداية وازدادوا في
اليقين بالله سبحانه وتعالى وصرف الله الكفار عنهم واستقروا استقرارا عظيما في هذا
الكهف
وناموا في الكهف 309 سنة ولم
يتغيروا من حيث الأشكال والأطوال والحال
وأبقاهم الله عبرة لكل الناس حتى يثبت الله لكل
الناس أنه قادر على إحياء الموتى
{إنهم فتية آمنوا بربهم
وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا
من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا}
احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده
تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت استعن بالله فاستعانوا بالله فأعانهم
فاستنصروا بالله فنصرهم وأعمى الوجوه عنهم فأغشيناهم فهم لا يبصرون
حتى ظلوا معجزة وبعد هذه السنوات
الطويلة ربنا أيقظهم مرة ثانية وكانت هذه معجزة وتبقى المعجزة معجزة في الأردن
الشقيق
لمن يحب أن يذهب إليهم سيرى صدق
القرآن الكريم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأن النبي لم يعرف أهل الكهف ولم
يعش في عهدهم ولم يرى كهفهم ولم يتجول في أرضهم
{سنريهم آياتنا في الآفاق
وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك انه على كل شيء شهيد ألا إنهم
في مرية من لقاء ربهم ألا أنه بكل شيء محيطْ}