صفة التجارة الرابحة التجارة الرابحة هي التجارة مع الله تعالى: يقول سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} (فاطر: 29)، ما التجارة؟ ليوفيهم أجورهم، مَن الذي يوفِّي لنا؟ إنه الله جل جلاله. التجارة مع الله تجارة رابحة، لأنها لا تبور، ولأنها لا تنفد، ولأنها تنفع صاحبها في قبره، ولأنها تنفع أولاده من بعده، والتجارة الرابحة مع الله تعالى هي أعظم تجارة، وهي تجارة الحسنات، كما قال تعالى:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود: 114)، فالتجارة الرابحة هي التي لا يتوقف فيها القلب عن الخشوع، ولا يتوقف فيها اللسان عن الذكر، ولا تتوقف فيها العينان عن البكاء من خشية الله تعالى. التجارة الرابحة هي أن يضع المسلم جبينه على الأرض ولا يتمنى أن يرفع جبينه، لأنه ذاق حلاوة المناجاة لقيوم السموات والأرض، التجارة الرابحة عندما ترفع يديك بالضراعة إلى الله سبحانه وتعالى، فإنك لا تريد أن تنزل يديك، لأنك الآن تشعر أن قيوم السموات والأرض يستمع إليك.