النجاح في الاختبار يرقي ويحلي

الرئيسية المقالات مقالات دينية

النجاح في الاختبار يرقي ويحلي

النجاح في الاختبار يرقي ويحلي

 وهذا الكلام لكم يا أحبتي وليس للملحد، بمعنى أنني أُخْتَبَر وأُمْتَحَنْ ، بمعنى أنني أدخل اختبارا وأنجح في الاختبار، وعندما أنجح في الاختبار يبدأ الإنسان في الدخول لمراحل ترقية وتحلية، ولا يستطيع الإنسان أن يترقى، ولا أن يرتفع إلا عندما ينجح في الاختبار؛ فهذه الحادثة التي جرت عليَّ وأنا صغير - ولا زلت صغيرا - جعلتني أتنعم بها إلى يومنا هذا، وقد قَدَّم الله تعالى لي سعدا كبيرا في حياتي حتى بالنسبة للعام الذي حدثت فيه الحادثة كان عام فرج، ولكن بالنسبة لغيري فإن الناس تواسيني؛ لأنهم يعتقدون أن ما حدث هو شر لي وليس خيرا، وكان الناس يواسون أبي – رحمه الله – ويواسون أمي – رحمها الله – فبالنسبة إلينا كان شرا، وبالنسبة لفهم البشر كان ما حدث شرا محضا، وهو أن شابا في مقتبل الظهور يجلس سنة كاملة في البيت لا يتحرك، وهذا كان يبدو شرا.

إذن هذا هو الفرق -معشر السادة الأكارم- بين الشر المحض أي الشر من أجل الشر، كمثل أن يدخل إنسان على شخص ما فيقوم بقتله، أو يتشاجر معه ويقوم بقتله وهكذا يبدو لك أن هذا الشخص مجرم، وهو فعلا مجرم وقاتل فهذا هو الشر المحض أو إنسان يسير بسيارة، وكان يستطيع أن يفادي الشخص الذي يمر، ولكنه لم يفاده ولم يجهد نفسه أن يفاديه فقتله؛ فالإرادة هنا موجودة عند الفاعل، فهذا الشخص الذي أخطأ متعمدا، وقام بقتل الشخص، فهل نحاكم الله تعالى على أخطاء العباد؟!

والإجابة بسيطة، وهي [لا]؛ لأننا لا نقدر أن نحاكم الله تعالى على أخطاء العباد؛ ولتأخذ مثالا بسيطا على ذلك: فلان حدثت بينه وبين زوجته مُشادة، وفي النهاية قام بتطليقها وتقوَّض البيتُ وتشرَّدَ الأبناء، والسؤال هنا: هل الشخص الذي قام بتطليق زوجته هذا، هل الله تعالى هو الذي قال له طلقها وكن عجولا متسرعا في الطلاق؟

وهل الله تعالى هو الذي قال له: تلفظ بألفاظ الطلاق وقال له كن مطلاقا وكن مفلاتًا؟! هذا هو الشر المحض الذي يبدو لك أنه شر، ثم بعد أن وقع الشر يتكشَّف الزوجان أنَّ هذه المرحلة كانت مرحلة مهمة لكل منهما، وربما إذا عاشا معا فلن يستطيعا أن يكملا مسيرة الحياة بصورة سوية، وسيعيشان مختلفين متناكرين وليس مؤتلفين، فقال تعالى – والكلام لكم يا أحبتي، وليس للملاحدة – ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء : 130]، بمعنى أنه إذا كان الأمر لابد منه في التفرق بينهما فإن الله يُغن كُلاًّ من سعته، ثم يتبين بعد هذا – معشر السادة الكرام -  أن هذا الطلاق كان فرجا كبيرا، وعجَّل الطلاق بالفرج، ولماذا؟ لأنه – مثلا- إن دامت بها الحياة كان من الممكن أن يقتل كل منهما الآخر وهذا يحدث، وربما يعتقد أحدهم - أيضا - أنه لن يستطيع أن يعيش بهذه الطريقة مع من تهيج عليه الأمراض، أو مع من يهيج عليها الأمراض، سبحان الله! إذن هناك فرق بين ما نعتقد أنه شر، أو أنه شر، ثم يأتي إلينا بالخير.

تصفح أيضا

القهار

القهار

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض