الرزاق

الرزاق

اسم من أسماء الله تعالى الحسنى معناه أن الله سبحانه وتعالى هو المتكفل بالرزق، وهو القائم عليه، وعلى كل نفس بما يقيمها من رزقها المادي والمعنوي، وسع الخلق كلهم رزقه، فلم يخص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًّا دون عدو، ويرزق جميع خلقه من عبده، ومن عبد غيره، وهو الذي خلق الأرزاق، وأعطى الخلائق أرزاقها، وأوصلها إليهم، وهو تعالى المكثر الموسع في الرزق، والعطايا، فكل رزق فمنه وحده، ولا رازق إلا هو .

وقد ورد اسم الله الرزاق في القرآن الكريم في قوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}[الذاريات:58].

ويختص هذا الاسم بعدة خواص:

الأولى: أن الرزاق مبالغة في الرزق، ومعناه الذي خلق الأرزاق والمرتزقة، وأوصلها إليهم، وخلق لهم أسباب التمتع بها .

الثانية: أن الرزاق هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها .

الثالثة: أن الرزاق هو الذي يرزق من يشاء من عباده القناعة، ويصرف دواعيهم  من ظلمة المعصية إلى نور الطاعة .

انعكاسات وتجليات الاسم في حياة المسلم:

اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله تعالى الرزاق، وآمنت به حق الإيمان، فإنه يتحقق لك عدة فوائد:

الأولى يدفع بالمسلم إلى الإصلاح بين الناس:

قال – تعالى -: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}[النساء:114].

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة.

الثانية: يقوم المسلم بإنعاش الحقوق:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَنْعَشَ حَقًّا بِلِسَانِهِ، جَرَى لَهُ أَجْرُهُ، حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوَفِّيَهُ ثَوَابَهُ))  .

الثالثة: يعين المجاهدين في سبيل الله:

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من جهز غازيًا في سبيل الله كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الغازي شيئا».

الرابعة: مشاركة المسلم أخاه في الكساء:

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَا بِقَمِيصٍ لَهُ جَدِيدٍ فَلَبِسَهُ، فَلا أَحْسَبُهُ بَلَغَ تَرَاقِيَهُ، حَتَّى قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ قُلْتُ هَذَا ؟ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِثِيَابٍ لَهُ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا فَلا أَحْسَبُهَا بَلَغَتْ تَرَاقِيَةُ حَتَّى قَالَ مِثْلَ مَا قُلْتُ، ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَلْبَسُ ثَوْبًا جَدِيدًا، ثُمَّ يَقُولُ مِثْلَ مَا قُلْتُ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى سَمَلٍ مِنْ أَخْلاقِهِ الَّتِي وَضَعَ، فَيَكْسُوهُ إِنْسَانًا مِسْكِينًا فَقِيرًا مُسْلِمًا لا يَكْسُوهُ إِلا لِلَّهِ، إِلا كَانَ فِي حِرْزِ اللَّهِ، وَفِي ضَمَانِ اللَّهِ، وَفِي جِوَارِ اللَّهِ، مَا دَامَ عَلَيْهِ مِنْهَا سِلْكٌ وَاحِدٌ حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا. 

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ  - رضى الله عنه - قَالَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْرَى مَا كَانُوا قَطُّ، وَأَجْوَعَ مَا كَانُوا قَطُّ، وَأَظْمَأَ مَا كَانُوا قَطُّ، وَأَنصَبَ مَا كَانُوا قَطُّ، فَمَنْ كَسَا لِلَّهِ كَسَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَطْعَمَ لِلَّهِ أَطْعَمَهُ، وَمَنْ سَقَى لِلَّهِ سَقَاهُ، وَمَنْ عَمِلَ لِلَّهِ أَعْفَاهُ اللَّهُ " .

الخامسة: يدفع بالمسلم إلى التكفل بأمر الأيتام:

عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطى».

إن كفالة التيم فيها فوائد عظيمة للفرد والمجتمع، منها:

1- كفالة اليتيم من قبل المسلم تؤدي إلى مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة وكفى بذلك شرفا وفخرا.

2  - كفالة اليتيم والإنفاق عليه وتربيته والعناية به تدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحوم .

3  - المسح على رأس اليتيم و تطييب خاطره تؤدي إلى ترقيق القلوب وتزيل القسوة عنه.

4 - تعود على صاحبها بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا فضلا عن الآخرة قال تعالى :{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن :6].

5 - تساهم في بناء مجتمع خال من الحقد والكراهية وتسود فيه روح المحبة والمودة .

قال صلى الله عليه وسلم:  «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

6 - إكرام اليتيم والقيام بإمرة ورعايته والعناية به وكفالته إكرام لمن شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة اليتم، وفي هذا دليل على محبته صلى الله عليه وسلم .

7 - كفالة اليتيم من الأخلاق الحميدة التي أقرها الإسلام وامتدح أهلها .

8  - كفالة اليتيم تزكي مال المسلم وتطهره وتجعل هذا المال نعم المال الصاحب للمسلم.

9 - في كفالة اليتيم بركة عظيمة تحل على الكافل وتزيد في رزقه.

10 - كفالة اليتيم تجعل البيت الذي فيه اليتيم خير البيوت .

11 - في كفالة اليتيم حفظ لذريتك من بعدك وقيام الآخرين بالإحسان إلى أيتامك،  قال تعالى:{وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}  [النساء: 9].

12 - استغلال صرف المال والوقت في عبادة من عبادات الله .

13 - أن الله يخلف على الكافل في الدنيا والآخرة، وسعة في الرزق.

14 - إن كفالة الأيتام تحفظهم بعد الله من الانحراف .

15 - في كفالة اليتيم كسب للحسنات ومحي للسيئات.

 




تصفح أيضا

الفتاح

الفتاح

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض