الرحمن هو اسم من أسماء الله – تعالى – اختصه لذاته العلية، يدل على أن الله – عز وجل – مستغن بذاته عن سائر خلقه، فالجميع مفتقر إليه، يرجو رحمته ويخاف عقابه. ويختص هذا الاسم بأنه لا يجوز أن يوصف، أو يسمى به إلا الله – سبحانه – وتعالى، فهو الرحمن . ويحكى أنه تجاسر مسيلمة الكذاب ؛ فسمى نفسه: رحمان اليمامة، فكان نقمة على أهل اليمامة، وسبب دمارها، وهلاك من أطاعه بها، وعاقبه الله – تعالى – بأن لعنه وأقصر سمعه . وقد ذكر اسم الرحمن في الكتاب العزيز في مواضع عديدة، وفي أسرار هذا الاسم أنه ارتبط بأصول التوحيد ؛ حيث إنه جمع بينهما، ودل عليهما ؛ فقال – تعالى -: {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم}[البقرة:163]. وقال أيضًا: {وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا}[مريم:92]. وقال – سبحانه -: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}[مريم:93]. وقوله – تعالى -: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُون}[الزُّخرُف:45].