التوبة

التوبة
التوبة من الأسس المتينة التي يرتكز عليها منهج التيسير في الإسلام، وهي سبب من أسباب ثبات المؤمن وبقائه على دين الله تعالى، حيث تزيل عن كاهله هموم المعاصي وأثقال المخالفات، وتدفعه للعمل دومًا نحو الأفضل، يقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عَبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53] .
والتوبة سبب لمحبة الله -تعالى- للإنسان عندما ينيب إليه بعد أن عصاه، ويندم على فعله: ﴿إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222] .
ويؤيد هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام: «لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها». رواه مسلم.
ولعله من نافلة القول أن نقرر أن الإسلام يدعو إلى التسامح، والعفو الصفح عند المقدرة، وأن من يتسامح في حقه، ويعفو ويصفح عن المسيء إليه يكون نبيل الخلق، عظيم النفس، متساميًا عن الدنايا، وهذا ما نلحظه من قوله سبحانه: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون: 96]، وقوله: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [فصلت: 34].
ولا تتاح خلّة التسامح إلا من اتصف بالصبر وقوّة العزيمة وثبات القلب، وكان له نصيب موفور من سعادة الحظ، وكرم الخلق، فنحن مطالبون بأن نقابل الإساءة بالإحسان والذنب بالصفح والغفران، والغضب بالحلم، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ [النحل: 126].
ويدعو الإسلام إلى اللين واللطف، وإلى الرفق والعطف، وإلى حسن المعاملة والملاطفة والرقة ولين الجانب، حتى مع الخصوم والأعداء، قال جلّ شأنه مخاطبًا موسى وأخاه هارون عليهما السلام حينما أمرهما بالذهاب إلى فرعون ليدعواه إلى عبادة الله ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي . اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: 42-44].

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض