التنوع صفة بيولوجية، وأساسية في الكون

أحبتي الكرام، لا يمكن أن تستقيم البسيطة أي الأرض وهي على حالة واحدة؛ فهذه أرض خصبة، وهذه أرض صخرية، وهذه أرض سوداء، وهذه أرض بيضاء؛ فالتنوع صفة بيولوجية، وأساسية في الكون.

أحبتي الكرام، اسمحوا لي أن أقرأ جزءا من المقال الذي كتبه الملحد؛ كي أرد على حضرته، يقول الملحد: "..إذا قلتم: إن الله سلبه شيئا وعوّضه بشيء آخر فهذا لا ينطبق على جميع هؤلاء وأخذ يضرب أمثلة، فقال: نعم هناك أعمى لديه حاسة سمع قوية، ولكن هناك أعمى وأصم وأبكم، ليس لديه أي شيء، ولم يعوض بشيء ولا فائدة ترجى منه وهناك من يتعذب طوال حياته لما أصابه في صغره، وهناك من يولد مشوها بشكل خطير يؤدي به إلى الوفاة بعد الولادة بفترة وجيزة، فلماذا خلقهم؟! ومثل هذه الحالات بعضها يعالج طبيا، والكثير منها لا يعالج طبيا، وبصراحة هناك تجربة شخصية لي مع أحد الأقرباء بلغ من العمر عشرين سنة وجسده ظل طفلا صغيرا عمره تسعة أعوام لا ينمو ولا يتحرك، ومستوى عقله كمستوى طفل رضيع وكل ما يفعله الصراخ والشكوى، ويعذب أهله كثيرا وعلاجه مكلف جدا إن كُتب له البقاء على الرغم من أن العائلة متينة، والأم تدعو ربها ليل نهار، فأين ربها – إذن – من إجابة الدعاء؟ وشفاء ابنها؟! ما قولكم دام فضلكم! ".

أحبابي الكرام،  إن كلام الملحد ربما يصيب بعض أحبتنا بحالة من التوتر والربكة العقلية والتذبذب وحالة من الخوف والقلق، نقول: إن الكون كله يقوم على الحكمة؛ فمبدأ الحكمة هو الأساس في الخلق وهو الأساس في تنوع الحالات؛ فالكون -أيها الأحبة- كتاب مفتوح مليء بالأخبار والنوادر والذكريات والأحوال وطبيعة هذا الكتاب، وطبيعة هذه الدنيا أنها كما فيها أسوياء كثيرون ففيها – أيضا – متعبين ومتعبات، ومرضى ومريضات، كثيرين وكثيرات؛ وقد خلقهم الله تعالى كلهم؛ لأن خلقهم فيه حكمة.

الملحد يقاطع فضيلة الدكتور قائلا: حدثني أيها الفصيح بنباهتك عن الحكمة من خلق أولئك الناس، وهم على هذه الحالة من التشويه وعدم الاستواء.

صديقي الملحد يجب أن تعلم يا صديقي أن هؤلاء ليسوا مشوهين؛ فالتشوه في مخك أنت أيها الملحد، فهم ليسوا مشوهين، وإنما هم على حالة من الخلقة تسمح لهم باستمرار الحياة إلى وقت أراده الله سبحانه وتعالى وحياتهم بهذه الحالة مثلٌ وعبرةٌ لمن أراد أن يتذكر نعمة الله عليه، وأن غيره مسلوب منه بعض النعم، وهذا بيت القصيد وهو أن الإنسان لم يخلق نفسه، وأن مشيئة الله هي المقدمة على علم الإنسان.

الملحد يقول: لا أفهم معنى كلامك.

فضيلة الدكتور يقول: إن الله تعالى يقول: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6].