التناسب في السورة الواحدة إذا نظرت إلى السورة وما اشتملت عليه من تنوع الآيات في القصص والأحكام أو المواعظ ونحوها، وجدتَّ أن هذا التنوع يجمعه رابط يؤلف بين معانيه وأغراضه، ولذا كانت السورة بهذه المثابة في دلالتها على المقصد واستيفائها للغرض، وهنا يظهر الحسن الفائق في الجمع بين التنوع والائتلاف؛ لأن الشيء إذا كان جنسا وجعلت له أنواعًا واشتملت أنواعه على أصناف كان أحسن وأفخم لشأنه، وأنبل ولا سيما إذا تلاحقت الأشكال بغرابة الانتظام، وتجاوبت النظائر بحسن الالتئام، وتعانقت الأمثال بالتشابه في تمام الأحكام وجمال الإحكام